للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

-١٦٣ -

ما يقوله إذا أحزنه أمر وضاق به صدره

-----

في قضاؤك، أسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك أو علمته أحدا من خلقك أو أنزلته في كتابك أو استأثرت به في علم الغيب عندك: أن تجعل القرآن ربيع قلبي ونور صدري وجلاء حزني وذهاب همي إلا أذهب الله همه وحزنه وأبدله مكانه فرحا، قال فقيل يا رسول الله ألا نتعلمها؟ فقال بلى، ينبغي لمن سمعها أن يتعلمها (عن عبد الله بن جعفر) رضي الله عنهما أنه زوج ابنته من الحجاج بن يوسف، فقال لها إذا دخل بك فقولي لا اله إلا الله الحليم الكريم، سبحان الله رب العرش العظيم، الحمد لله رب العالمين، وزعم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا أحزنه أمر قال هذا، قال حماد فظننت أنه قال فلم يصل إليها (عن أبي سعيد الخدري) رضي الله عنه قال قلنا يوم الخندق لرسول الله صلى الله عليه وسلم هل من شيء تقوله فقد بلغت القلوب الحناجر؟ قال نعم، اللهم استر عوراتنا وأمن روعاتنا، قال فضرب الله عز وجل


الجهني عن القاسم بن عبد الرحمن عن أبيه عن عبد الله الخ (غريبة) يستفاد منه أن لله عز وجل أسماء غير التسعة والتسعين المتقدم ذكرها، والاستئثار الانفراد بالشيء، أي انفردت بعلمه عندك لا يعلمه إلا أنت أي أسألك أن تجعل القرآن كالربيع الذي يرتع فيه الحيوان، وكذلك القرآن ربيع القلوب، والمراد أن يجعل قلبه مرتاحا إلى القرآن مائلا إليه راغبا في تلاوته وتدبره منورا لبصيرته والنور مادة الحياة وبه معاش العباد، وسأله أيضا أن يجعله جلاء حزنه وذهاب همه أي شفاء لذلك ليكون بمنزلة الدواء الذي يستأصل الداء ويعيد البدن إلى اعتداله وأن يجعله لحزنه كالجلاء الذي يجلو المطبوع والأصدية فيه الحث على تعلم هذا الدعاء والعمل به وقت الحزن والهم والغم وان من فعل ذلك أذهب الله عنه ما يجد وأبدله مكان الهم والغم فرحا (تخريجه) (بز حب ك) وصححه الحاكم وابن حبان، وأورده الهيثمي وقال رواه أحمد و (عل طب بز) ورجال أحمد وأبو يعلى رجال الصحيح غير أبي سلمة الجهني وقد وثقه ابن حبان حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا عبد الصمد عن حماد بن سلمة عن ابن أبي رافع عن عبد الله ابن جعفر الخ (غريبة) هو الحجاج ابن يوسف الثقفي الوالي الظالم الذي اشتهر بظلمه وسفكه للدماء، سيأتي ذكره في خلافة عبد الله بن الزبير من كتاب الخلافة والإمارة إن شاء الله تعالى إنما أمرها بذلك لأن زواجها بالحجاج أحزنها ولم يكن على مرادها لما اشتهر عنه من الظلم وسفك الدماء، وإنما زوجها أبوها به خوفا من الفتك به (قال حماد) أحد رجال السند (فظننت أنه) يعني ابن أبي رافع (قال فلم يصل إليها) يعني الحجاج ولم يقربها ببركة هذا الذكر والله أعلم (تخريجه) لم أقف عليه لغير الإمام أحمد وسنده جيد حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا أبو عامر ثنا الزبير بن عبد الله حدثني ربيح بن أبي سعيد عن أبيه قال قلنا يوم الخندق الخ (غريبة) أي زالت عن أماكنها حتى بلغت الحلوق من شدة الخوف والفزع، والحناجر جمع حنجرة وهي جوف الحلقوم، وهذا على التمثيل عبر به عن شدة الخوف، قال

<<  <  ج: ص:  >  >>