للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

-[تبعة عمال الصدقة وتنحى بنى هاشم وبنى المطلب عن العمل فيها]-

القيامة، قال فقام رجل من الأنصار أسود، قال مجالد هو سعد بن عبادة كأنى أنظر إليه قال يا رسول الله أقبل عنى عملك (وفى لفظ لا حاجة لى في عملك) (١) فقال وما ذاك؟ قال سمعتك تقول كذا وكذا، قال وأنا أقول ذلك الآن، من استعملناه على عمل فليجئ بقليله وكثيره (٢) فما أوتى منه أخذ وما نُهى عنه انتهى * (عن عبد الله بن عمرو) (٣) قال جاء حمزة بن عبد المطلب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله اجعلنى على شئ أعيش به (٤)، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا حمزة نفس تحييها أحب إليك أم نفس تميتها؟ (٥) قال بل نفس أحييها، قال عليك بنفسك (باب ما جاء في الكسب بالزراعة وفضلها) * (عن سويد بن هبيرة) (٦) عن النبى صلى الله عليه وسلم قال خير مال المر مُهرة (٧) مأمورة أو سكة مأبورة (٨) * (عن أنس بن مالك) (٩)


(١) إنما قال ذلك سعد لشدة ورعه وخوفه من أن يتلوث بشئ في عمله يعاقب عليه (٢) يعني لا يتصرف في شئ منه بغير إذن الامام فإن أطاه الامام شيئا أخذه وإلا فلا (تخريجه) أخرجه البخاري ومسلم وأبو داود وغيرهم وذكر عبد الله ابن الامام احمد رحمهما الله تعالى أن أباه حدثه بهذا الحديث مرتين (٣) (سنده) قد ثنا حسن ثنا ابن لهيعة ثنا حيي (بضم أوله وياءين من تحت الأولي مفتوحة) ابن عبد الله عن أبي عبد الرحمن الحبلي (بضم المهملة والموحدة) عن عبد الله بن عمرو الخ (غريبة) (٤) الظاهر من السياق أن حمزة رضي الله عنه كان يريد أن يجعله النبي صلى الله عليه وسلم عاملا على الصدقة ليأخذ منها أجرا يستعين به على معاشه (٥) معناه أيسرك أن تكون سببا في إحياء نفس أم في إماتتها وإنما سأله النبي صلي الله عليه وسلم هذا السؤال توطئة لما يترتب عليه من قوله صلى الله عليه وسلم (عليك بنفسك) أي أحيها باجتناب العمل في الصدقة والأخذ منها ففي عملك فيها وأخذك منها إماتة لنفسك وفي اجتناب ذلك إحياؤها
وإنما كره النبي صلى الله عليه وسلم لحمزة العمل في الصدقة لما يستلزم الأخذ منها وهو محرم على بني هاشم وبني المطلب لقوله صلى الله عليه وسلم (إن هذه الصدقة إنما هي أوساخ الناس وأنها لا تحل لمحمد ولا لال محمد) وحمزة من آل بيته صلى الله عليه وسلم ونقدم الكلام على ذلك في باب تحريم الصدقة على بني هاشم من كتاب الزكاة في الجزء التاسع صحيفة ٧٣ (تخريجه) لم أقف عليه لغير الامام أحمد وفي اسناده ابن لهيمة فيه كلام لكنه قال حدثنا فهو حسن كما قال الحافظ ابن كثير * باب (٦) (سنده) قد ثنا روح بن عبادة قال ثنا أبو نعامة المدرى عن مسلم بن بديل عن اياس بن زهير عن سويد بن هبيرة الخ (غريبه) (٧) قال في القاموس المهر بالضم ولد الفرس والأنثى مهرة اهـ (وقوله مأمورة) أي كثيرة النسل قال في النهاية خير المال مهرة مأمورة هي الكثيرة النسل والنتاج يقال أمرهم الله (بفتح الميم) فأمروا (بكسرها) أي كثروا وفيه لغتان أمرها فهي مأمورة وآمرها فهي مؤمرة (وقوله أوسكة) بكسر السين المهملة أي طريقة مصطفة من النخل ومنه قيل للأزقه سكك لاصطفاف الدور فيها (مأبورة) أي ملقحة) يقال أبرت النخل وأبرتها (بالتخفيف والتشديد) فهي مأبورة ومؤبرة والأسم الإبار وقيل السكة سكة الحرث والمأبورة المصلحة له (بضم الميم وفتح اللام بينهما ساكنة) أراد خير المال نتاج أو زرع (نه) (٨) جاء في الأصل بعد قوله سكة مأبورة وقال روح في بيته وقيل له إنك قلت لنا سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم اهـ (تخريجه) (طب) وقال الهيثمى رجال أحمد ثقات (٩) (سنده)

<<  <  ج: ص:  >  >>