للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

-[ما جاء في الأسود والأخضر]-

به عورتي، فقيل هذا شيء تروية عن نفسك أو عن نبي الله صلى الله عليه وسلم؟ قال هذا سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول عند الكسوة الحمد لله الذي رزقني من الرياش ما أتجمل به في الناس وأواري به عورتي صلى الله عليه وسلم (عن أبي سعيد الخدري) (١) قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا استجد ثوبا سماه باسمه (٢) قميصا أو عمامة ثم يقول اللهم لك الحمد أنت كسوتنيه أسألك من خيره وخير ما صنع له، وأعوذ بك من شره وشر ما صنع له (باب ما جاء في الأسود والأخضر والمزعفر والملونات) (عن مطرف عن عائشة) (٣) رضي الله عنها أنها جعلت للنبي صلى الله عليه وسلم بردة سوداء من صوف فذكر سوادها وبياضه فلبسها فلما عرق وجد ريح الصوف قذفها (٤) وكان يحب الريح الطيبة (وعن أبي رمشة التيمي) (٥) قال كنت مع أبي فأتيت النبي صلى الله عليه وسلم فوجدناه جالسا في ظل


وفيه أيضا أبو مطر البصري وتقدم الكلام عليهما في الحديث السابق والله أعلم (١) (سنده) حدثنا خلف بن الوليد قال ثنا ابن مبارك عن سعيد الجريري عن أبي سعيد الخدري الخ (غريبه) (٢) أي سماه باسمه المتعارف (قميصا أو عمامة) زاد الترمذي (أو رداءا) ويقاس عليه غيره كالخف ونحوه والمقصود التعميم، فالتخصيص للتمثيل بأن يقول رزقني الله أو أعطاني أو كساني هذه العمامة أو القميص أو الرداء، وأو للتنويع، أو يقول هذا قميص أو رداء أو عمامة (أسألك من خيره الخ) ولفظ الترمذي (أسألك خيره) وهو أي لفظ الترمذي أعم وأجمع لقول النبي صلى الله عليه وسلم لعائشة عليك بالجوامع الكوامل (اللهم إني أسألك الخير كله) ولفظ الإمام أحمد أنسب، لما فيه من المطابقة لقوله في آخر الحديث وأعوذ بك من شره، وخير الثوب بقاؤه ونقاؤه وكونه ملبوسا للضرورة والحاجة، وخير ما صنع له هو الضرورات التي من أجلها يصنع اللباس في الحر والبرد وستر العورة، والمراد سؤال الخير في هذه الأمور وأن يكون مبلغا إلى المطلوب الذي صنع لأجله الثوب في العون على العبادة والطاعة لمولاه، وفي الشر عكس هذه المذكورات وهو كونه حراما ونجسا لا يبقى زمانا طويلا أو يكون سببا للمعاصي والشرور والافتخار والعجب والغرور وعدم القناعة بثوب الدون وأمثال ذلك والله أعلم (تخريجه) (دمذ نس) وحسنه الترمذي وسكت عنه أبو داود، ونقل المنذري تحسين الترمذي وأقره، وأخرج الحاكم في المستدرك عن عائشة رضي الله عنها قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (ما اشترى عبد ثوبا بدينار أو بنصف دينار فحمد الله إلا لم يبلغ ركبتيه حتى يغفر الله له) وقال حديث لا أعلم في إسناده أحد ذكر بجرح اهـ وأحاديث الباب تدل على استحباب حمد الله تعالى عند لبس الثوب الجديد والله أعلم (باب) (٣) (سنده) حدثنا عفان ثنا همام قال ثنا قتادة عن مطرف عن عائشة الخ (غريبه) (٤) أي رماها وترك لبسها من أجل ريحها الكريهة لأنه صلى الله عليه وسلم كان يحب الريح الطيبة (تخريجه) (دنس) وسكت عنه أبو داود والمنذري، وروى مسلم والترمذي عن عائشة أيضا (قالت خرج النبي صلى الله عليه وسلم ذات غداة وعليه مرط مرحل من شعر أسود) المرط بكسر الميم وسكون الراء المهملة كساء من صوف أوخز والجمع مروط كذا في القاموس (وقول مرحل) بضم الميم ثم راء مفتوحة بعدها حاء مهملة مشددة كمعظم وهو برد فيه تصاوير قال النووي والمراد تصاوير رحال الإبل ولا يأس بهذه الصورة اهـ وسيأتي الكلام على حكم ما فيه صورة قريبا، وهذان الحديثان بدلان على أنه لا كراهة في لبس الأسود (٥) (سنده)

<<  <  ج: ص:  >  >>