وربما قال قضيت بحكم الملك (١)(وفي رواية)(٢) قال قال أبو سعيد فلما طلع "يعني سعدا" على رسول الله صلى الله عليه وسلم قال قوموا إلى سيدكم فأنزلوه، فقال عمر رضي الله عنه" سيدنا الله عز وجل، قال أنزلوه فأنزلوه، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أحكم فيهم الحديث (عن أنس)(٣) قال ما كان شخص أحب إليهم من رسول الله صلى الله عليه وسلم وكانوا إذا رأوه لم يقوموا لما يعلمون من كراهيته لذلك (٤)(عن أبي مجاز)(٥) أن معاوية دخل بيتا فيه ابن عامر وابن الزبير، فقام ابن عامر وجلس ابن الزبير، فقال له معاوية اجلس فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من سره أن يمثل له (٦) العباد قياما فليتبوأ (٧) بيتا في النار (وفي لفظ) فليتبوأ مقعده من النار عن أبي أمامة) (٨) قال خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يتوكأ على عصا فقمنا إليه، فقال لا تقوموا كما تقوم الأعاجم يعظم بعضها بعضا (٩) قال فكأنا اشتهينا أن يدعو الله لنا، فقال اللهم اغفر لنا وارحمنا وارض عنا وتقبل منا وأدخلنا الجنة ونجنا من النار وأصلح لنا شأننا كله، فكأنا اشتهينا أن يزيدنا، فقال قد جمعت لكم الأمر (١٠)
إلى هنا انتهى القسم الثاني من أقسام الكتاب وهو قسم الفقه، مختتما بهذا الحديث الجامع الشامل
(١) بفتح الميم واللام يعني الوحي عن الله عز وجل (تخريجه) (ق د. وغيرهم) (٢) هذه الرواية طرف من حديث طويل سيأتي بطوله وسنده وتخريجه في باب غزوة الأحزاب وبني قريظة في القسم الثاني من كتاب السيرة النبوية إن شاء الله تعالى (٣) (سنده) حدثنا عبد الرحمن بن مهدي عن حماد بن سلمة عن أنس (يعني ابن مالك) الخ (غريبه) (٤) إنما كره صلى الله عليه وسلم قيامهم له تواضعا لربه مخالفا لعادة المتكبرين والمتبخرين، بل اختار الثبات على عادة العرب في ترك التكلف في قيامهم وجلوسهم وأكلهم وشربهم ولبسهم ومشيهم وسائر أفعالهم (وأيضا) خشى أن يتخذ ذلك الأمراء والرؤساء من المتكبرين سنة، وهذا لا ينافي القيام للوالدين وأهل الصلاح والتقوى من الأمراء وغيرهم ممن يحب، فقد روى أبو داود والنسائي والترمذي وحسنه عن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها قالت ما رأيت أحدا كان أشبه سمتا وهديا ودلا (وفي رواية) ما رأيت أحدا كان أشبه حديثا وكلاما برسول الله صلى الله عليه وسلم من فاطمة رضي الله عنها، كانت إذا دخلت عليه قام إليها فأخذ بيدها وقبلها وأجلسها في مجلسه، وكانت إذا دخل عليها قامت إليه وأخذت بيده وقبلته وأجلسته في مجلسها (تخريجه) أورده البغوي في مصابيح السنة وقال رواه الترمذي وقال حديث حسن صحيح (٥) (سنده) حدثنا إسماعيل ثنا حبيب بن الشهيد عن أبي مجاز الخ (قلت) مجاز بوزن منبر (غريبه) (٦) من باب قتل قال الخطابي معناه يقوم وينتصب بين يديه، وتقدم قول الخطابي في شرح الحديث الأول من أحاديث الباب هو أن يأمرهم بذلك ويلزمهم إياه على مذهب الكبر والنخوة (٧) أي فليتخير لنفسه بيتا في النار نعوذ بالله من ذلك (تخريجه) (د مذ) قال المنذرى وأخرجه الترمذي وقال حسن أهـ (قلت) وسكت عنه أبو داود والمنذري (٨) (سنده) حدثنا ابن نمير حدثنا مسعر عن أبي العنبس عن أبي العد بس عن أبي مرزوق عن أبي غالب عن أبي امامة الخ (غريبه) (٩) إلى هنا انتهى الحديث عند أبي داود، وجاء عند ابن ماجه مطولا كرواية الامام أحمد (١٠) يعني في قوله صلى الله عليه وسلم (وأصلح لنا شأننا كله)