للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يا جبريل؟ قال فقال كتاب الله (١) تعالى به يقصم (٢) الله كل جبار من اعتصم به نجا (٣) ومن تركه هلك مرتين (٤) قول فصل وليس بالهزل (٥) لا تختلقه الألسن (٦) ولا تفنى أعاجيبه (٧) فيه نبأ ما كان قبلكم (٨) وفصل ما بينكم (٩) وخبر ما هو كائن بعدكم (١٠) (عن عبد الله بن عمرو ابن العاص) (١١) قال خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم يوما كالمودع فقال أنا محمد النبي الأمي قاله ثلاث مرات ولا نبي بعدي أوتيت فواتح الكلم (١٢)


الذي يتوصل به الى الخروج عن الفتنة (١) أي التمسك بكتاب الله عز وجل (٢) أي يكسر شوكته ويهينه ويذله وأصل القصم الكسر والإبانة (٣) أي من تمسك به وعمل بما فيه (٤) أي كرر هذه الجملة مرتين (وقوله) قول فصل خبر لمبتدأ محذوف اي هو قول فصل أي يفصل بين الحق والباطل (٥) أي جد كله وحق جميعه لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه (٦) أي لا يمكن لمخلوق أن يأتي بمثله من عند نفسه افتراء وقد عجز عن ذلك فصحاء العرب (٧) أي أسراره ومعجزاته لأنه أشار إلى أمور كثيرة لم تكن موجودة في الزمن الماضي ولا يعرفها الناس أظهرها تقدم العلم والاكتشاف وكلما تقدم العلم وتقادم الزمن كلما ظهرت أسراره وعجائبه ومعجزاته (٨) اي من أحوال الأمم الماضية (٩) أي تفصيل الأحكام فيما يقع بينكم من حلال وحرام وكفر وإيمان وطاعة وعصيان وسائر شرائع الإسلام (١٠) أي من الأمور الآتية من أشراط الساعة وأحوال القيامة وغير ذلك (تخريجه) (مذ مي) وقال الترمذي هذا حديث حسن غريب لا نعرفه إلا من حديث حمزة الزيات واسناده مجهول وفي حديث الحارث مقال اهـ (قلت) انما قال ذلك الترمذي لأنه رواه من طريق حمزة بن حبيب الزيات عن أبي المختار الطائي عن ابن أخي الحارث الأعور عن الحارث ففيه حمزة بن حبيب الزيات ضعفه بعضهم في الحديث وإن كان إماما مشهورا في القراآت وفيه ابن اخي الحارث مجهول وهذان ليسا في مسند الامام احمد لكن جاء فيه الحارث بن عبد الله الأعور وقد تكلموا فيه بل كذبه بعضهم من جهة رأيه واعتقاده لا أنه تعمد الكذب في الحديث وأخرجه أيضا الطبراني في الكبير وفي اسناده عمرو بن واقد متروك وله شاهد عند الحاكم في المستدرك من طريق ابراهيم بن مسلم الهجري عن أبي الأحوص عن عبد الله بن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم فذكر نحوه قال الحاكم هذا حديث صحيح الاسناد وتعقبه الذهبي فقال ابراهيم بن مسلم ضعيف (١١) (سنده) حدثنا يحيى بن اسحاق ثنا ابن لهيعة عن عبد الله بن هيبرة عن عبد الله بن مريح الخولاني قال سمعت أبا قيس مولى عمرو بن العاص يقول سمعت عبد الله بن عمرو يقول من صلى على رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة صلى الله عليه وملائكته سبعين صلاة فليقل عبد من ذلك أو ليكثر وسمعت عبد الله بن عمرو يقول خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم الحديث (غريبه) (١٢) جاء في رواية مفاتيح الكلم وفي أخرى مفاتح الكلم قال في النهاية هما جمع مفتاح ومفتح وهما في الأصل كل ما يتوصل به إلى استخراج المغلفات التي يتعذر الوصول اليها فأخبر أنه أوتي مفاتيح الكلم وهو ما يسر الله له من البلاغة والفصاحة والوصول إلى غوامض المعاني وبدائع الحكم ومحاسن العبارات والألفاظ التي اغلقت على غيره وتعذرت ومن كان في يده مفاتيح شيء مخزون سهل عليه الوصول اليه اهـ (قلت) ويحتمل أن يراد بفواتح الكلم نفس القرآن لأنه أفصح الكتب السماوية وأبلغها

<<  <  ج: ص:  >  >>