وإن أعطين لم يشكرن، ورأيت فيها لحى بن عمرو (١) يجر قصبه (٢) فى النار وأشبه ما رأيت به معبد بن أكثم الكعبى، قال يا رسول الله أيخشى على من شبهه وهو والد؟ (٣) فقالا لا، أنت مؤمن وهو كافر، وكان أول من حمل العرب على عبادة الآوثان (٤)(باب ما ورد في خلق السماوات السبع والأرضين السبع وما بينهن)(عن أبى هريرة)(٥) قال بينما نحن جلوس عند النبي صلى الله عليه وسلم اذ مرت سحابة فقال أتدرون ما هذه؟ قال قلنا الله ورسوله أعلم، قال العنان (٦) وروايا الارض يسوقه الله الى من لا يشكره من عباده ولا يدعونه (٧) أتدرون ما هذه فوقكم؟ (٨) قلنا الله ورسوله أعلم، قال الرقيع (٩) مرج مكفوف وسقف محفوظ، أتدرون كم بينكم وبينها؟ قلنا الله ورسوله أعلم، قال مسيرة خمسمائة عام، قال أتدرون ما التى فوقها؟ قلنا الله ورسوله أعلم، قال سماء أخرى، أتدرون كم بينها وبينها؟ (١٠) قلنا الله ورسوله أعلم، قال مسيرة خمسمائة عام حتى عد سبع سموات (١١) ثم قال أتدرون ما فوق ذلك؟ قلنا الله ورسوله أعلم، قال العرش، قال أتدرون كم بينه وبين السماء السابعة؟ قلنا الله ورسوله أعلم، قال مسيرة خمسمائة عام ثم قال
أعطين لم يشكرن) بضم الهمزة وكسر الطاء المهملة (١) هكذا بالأصل لحى بن عمرو والمحفوظ عمرو بن لحى بضم اللام وفتح المهملة وتشديد الياء التحتية، وقد جاء فى كتب السنة كلها عمرو بن لحى، فلعل ما هنا جاء خطأ من الناسخ أو الطابع (قال العلماء) عمرو بن لحى هو عمرو بن عامر الخزاعى ولحى لقب لوالده عامر وقد تكرر ذكره فى الحديث، أحيانا ينسب لوالده باسمه وأحيانا بلقبه (٢) القصب بالضم المعنى وجمعه أقصاب، وقيل اسم للأمعاء كلها، وقيل هو ما كان أسفل البطن من الأمعاء (نه) (٣) الظاهر أن عمرو بن لحى كان جدا أعلى لمعبد بن أكثم كما يستفاد من بعض الروايات ولذلك قال وهو والد (وفى لفظ فانه والد) والله أعلم (٤) قال الحافظ ابن كثير فى تفسيره عمرو هذا هو ابن لحى بن قمعة أحد رؤساء خزاعة الذين ولوا البيت بعد جرهم، وكان أول من غير دين ابراهيم الخليل فأدخل الأصنام إلى الحجاز ودع الرعاع من الناس إلى عبادتها والتقرب بها وشرع لهم هذه الشرائع الجاهلية فى الأنعام وغيرها كما ذكره الله تعالى فى سورة الأنعام عند قوله تعالى (وجعلوا لله مما ذرأ من الحرث والأنعام نصيبا) الخ الآيات فى ذلك (تخريجه) أورده الهيثمى وقال رواه أحمد، وروى عن أبى بن كعب عن النبى صلى الله عليه وسلم قال بمثله، وفى الاسنادين عبد الله بن محمد بن عقيل وفيه ضعف وقد وثق اهـ (قلت) له شواهد كثيرة فى الصحيحين وغيرهما تعضده وفيه دلالة على ان الجنة والنار مخلوقتان موجودتان اليوم وان فى الجنة ثمارا وهذا كله مذهب أهل السنة خلافا للمعتزلة (باب) (٥) (سنده) حدثنا سريج قال حدثنا الحكم بن عبد الملك عن قتادة عن الحسن عن أبى هريرة الخ (غريبه) (٦) كسحاب وزنا ومعنى من عن أى ظهر (وقوله وروايا الأرض) جمع رواية: قال فى النهاية الروايا من الابل العوامل الماء واحدتها رواية فشبهها بها (٧) أى لا يعبدونه بل يعبدون غيره، وذلك لأن الله تعالى يرزق كل بر وفاجر (٨) يشير إلى السماء الدنيا (٩) الرقيع اسم لسماء الدنيا وقيل لكل سماء (وقوله موج مكفوف) أى ممنوع من الاسترسال حفظها الله ان تقع على الارض، قال تعال (ويمسك السماء ان تقع على الأرض إلا باذنه) وهى معلقة بلا عمد كالموج المكفوف (١٠) أى كم بين سماء الدنيا والسماء التي فوقها (١١) يعنى بين كل سماء والتي فوقها