للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

صلى الله عليه وسلم ترك استلام الركنين اللذين يليان الحجر الا أن البيت لم يتمم على قواعد ابراهيم عليه السلام إرادة أن يستوعب الناس الطواف بالبيت كله من وراء قواعد ابراهيم عليه السلام (عن أبى ذر) (١) قال قلت يا رسول الله أى مسجد وضع فى الأرض أول؟ قال المسجد الحرام، قال قلت ثم أى؟ قال ثم المسجد الأقصى، قال قلت كم بينهما؟ قال أربعون سنة، ثم قال أربعون سنة، ثم قال اينما أدركتك الصلاة فصل فهو مسجد (عن صفية بنت شيبة) (٢) أم منصور قالت أخبرتنى امرأة من بنى سليم ولدت عامة أهل دارنا أرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم آل عثمان بن طلجة وقال مرة (يعنى الراوى عن صفية) أنها سألت عثمان بن طلحة لم دعاك النبى صلى الله عليه وسلم؟ قال قال لى كنت رأيت قرنى الكبش حين دخلت البيت فنسيت أن آمرك أن تخمرها فخمرها فأنه لا ينبغى أن يكون فى البيت شئ يشغل المصلي


صحيفة ٤٩ رقم ٢٥٣ فارجع اليه (١) (عن أبى ذر الخ) هذا الحديث تقدم بسنده وشرحه وتخريجِه فى باب أول مسجد وضع فى الأرض من كتاب الصلاة فى الجزء الثالث صحيفة ٤٥ رقم ٢٩٩ ويستفاد منه ان أول من بنى البيت وهو الكعبة ابراهيم الخليل عليه السلام (قال الحافظ ابن كثير) فى تاريخه ولم يجئ فى خبر صحيح عن معصوم ان البيت كان مبنيا قبل الخليل عليه السلام، ومن تمسك فى هذا بقوله (مكان البيت) يعنى قوله تعالى (واذ بوّأنا لابراهيم مكان البيت) فليس بناهض ولا ظاهر لأن المراد مكانه المقدر فى علم الله المقرر فى قدرته المعظم عند الأنبياء موضعه من لدن آدم الى زمان ابراهيم، قال وقد ذكرنا أن آدم نصب عليه قبة وان الملائكة قالوا له قد طفنا قبلك بهذا البيت وان السفينة طافت به أربعين يوما أو نحو ذلك، ولكن كل هذه الاخبار عن بنى اسرائيل، وقد قررنا انها لا تصدق ولا تكذب فلا يحتج بها، فاما ان ردعا الحق قهى مردودة، وقد قال الله (ان أول بيت وضع للناس الذى ببكة مباركا وهدى للعالمين) أى أول بيت وضع لعموم الناس للبركة والهدى، البيت الذى ببكة، قيل مكة وقيل محل الكعبة (فيه آيات بينات) أى على انه بناء الخليل والد الأنبياء من بعده وامام الحنفاء من ولده الذين يقتدون به ويتمسكون بسنته ولهذا قال (مقام ابراهيم) أى الحَجر الذى كان يقف عليه قائما لما أرتفع البناء وعظم الفناء كما تقدم فى حديث ابن عباس الطويل (قال) وعند أهل الكتاب ان يعقوب عليه السلام هو الذى أسس المسجد الأقصى وهو مسجد إيلياء بيت المقدس شرفه الله، قال وهذا منجه ويشهد له ما ذكرناه من الحديث (يعنى حديث الباب عند أبى ذر) قال فعلى هذا يكون بناء يعقوب وهو اسرائيل عليه السلام بعد بناء الخليل وابنه اسماعيل المسجد الحرام باربعين سنة سواء، وقد كان بناءهما ذلك بعد وجود اسحاق، لأن ابراهيم عليه السلام لما دعا قال فى دعائه كما قال تعالى (وإذا قال ابراهيم رب اجعل هذا البلد آمنا الى قوله يوم يقوم الحساب) وما جاء فى الحديث من ان سليمان بن داود عليهما السلام لما بنى بيت المقدس سأل الله خلالا ثلاثا فالمراد من ذلك والله أعلم انه جدد بناءه كما تقدم من ان بينهما أربعين سنة، ولم يقل أحد إن بين سليمان وابراهيم أربعين سنة سوى ابن حبان فى تقاسيمه وانواعه وهذا القول لم يوافق عليه ولا سُبق اليه (٢) (عن صفية بنت شيبة الخ) هذا الحديث تقدم بسنده وشرحه وتخريجه فى باب جامع ما تصان عنه المساجد من كتاب الصلاة فى الجزء الثالث صحيفة ٦٦ فى الطريق الثانية من حديث رقم ٣٤٤ فارجع اليه تجد ما يسرك وتعرف سبب حرق البيت ومن حرقه

<<  <  ج: ص:  >  >>