(باب ذكر نبي الله لوط عليه السلام وقوله تعالى: قال لو أن لى بكم قوة أو آوى الى ركن شديد)(عن أبى هريرة)(١) قال قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم أن الكريم بن الكريم بن الكريم بن الكريم يوسف بن يعقوب بن اسحاق بن ابراهيم خليل الرحمن عز وجل، وقال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم لو لبثت فى السجن ما لبث يوسف ثم جاءنى الداعى لأجبته اذ جاء الرسول فقال (ارجع الى ربك فاساله ما بال النسوة اللاتى قطعن أيديهن إن ربى بكيدهن عليم)(٢)، ورحمة الله على لوط إن كان ليأوى إلى ركن شديد إذ قال لقومه (لو أن لى بكم قوة أو آوى إلى ركن شديد) وما بعث الله من بعده من نبى إلا فى ثروة من قومه (٣)(وعنه طريق ثان)(٤) قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يغفر الله للوط إنه
السلام ببلد حبرون وهو البلد المعروف بالخليل اليوم، وهذا تلقى بالتواتر أمة بعد أمة وجيلا بعد جيل من زمن بنى اسرائيل، والى زماننا هذا ان قبره بالمربعة تحقيقا، فأما تعيينه منها فليس فيه خبر صحيح عن معصوم: فينبغى ان تراعى تلك المحلة وان تحترم احترام مثلها وان تبجل وان تجل ان يداس فى ارجائها خشية أن يكون قبر الخليل أو أحد من أولاده الأنبياء عليهم السلام تحتها، وتولى دفنه اسماعيل واسحاق صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين (وقد ورد) ما يدل على انه عاش مائتى سنة كاملة كما قاله ابن الكلبى (ذكر أولاده وزواجه بعد موت سارة عليهما السلام) نقل الحافظ ابن كثير فى تاريخه عن أبى القاسم السهيلى فى كتابه التعريف والاعلام ان أول من ولد لابراهيم عليه السلام اسماعيل من هاجر القبطية المصرية ثم ولد له اسحاق من سارّة بنت عم الخليل، ثم تزوج بعدها قنطوراء بنت يقطن الكنعانية فولدت له ستة: مدين وزمران وسرج ويقشان ونشق ولم يسم السادس، ثم تزوج بعدها حجون بنت أمين فولدت له خمسة كيسان وسورح وأميم ولوطان ونافس والله أعلم (باب) (١) (سنده) حدثنا محمد بن بشر ثنا محمد بن عمرو ثنا أبو سلمة عن أبى هريرة الخ (غريبه) (٢) تقدم شرح هذه الجملة والكلام عليها فى باب فاسأله ما بال النسوة اللاتى قطعن ايديهن فى سورة يوسف من كتاب فضائل القرآن وتفسيره فى الجزء الثامن عشر صحيفة ١٨١ رقم ٣١٣ (٣) تقدم شرح ذلك فى الجزء الثامن عشر أيضا صحيفة ١٧٩ رقم ٣١٠ (٤) (سنده) حدثنا على بن حفص انا ورقاء عن أبى الزناد عن الاعرج عن أبى هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الخ (تخريجه) (ق. وغيرهما) وقد ذكرت هذا الحديث هنا لمناسبة قصة لوط عليه السلام مع قومه (واليك ما جاء فى ذلك) تقدم ان لوطا قد نزح عن محلة عمه الخليل عليهما السلام بامره له واذنه فنزل بمدينة سدوم من أرض غور زغر وكان أمَّ تلك المحلة ولها أرض ومعتملات وقرى مضافة اليها ولها أهل من أفجر الناس وأكفرهم وأسوءهم طوية وأرداهم سريرة وسيرة، يقطعون السبيل ويأتون فى ناديهم المنكر، ولا يتناهون عن منكر فعلوه لبئس ما كانوا يفعلون، ابتدعوا فاحشة لم يسبقهم اليها أحد من بنى آدم وهى إتيان الذكران من العالمين وترك ما خلق الله من النسوان لعباده الصحالين، فدعاهم لوط الى عبادة الله تعالى وحده لا شريك له، ونهاهم عن تعاطى هذه المحرمات والفواحش المنكرات، فتمادوا على ضلالهم وطغيانهم واستمروا على فجورهم وكفرانهم فأحل الله بهم من البائس الذى لا يرد ما لم يكن فى خلدهم وحسبانهم، وجعلهم مثله فى العالمين، ولهذا ذكر الله تعالى قصتهم فى غير ما موضع من كتابه المبين