(باب ذكر نبي الله يوسف عليه السلام)(عن أبى هريرة)(١) قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الكريم بن الكريم بن الكريم بن الكريم يوسف بن يعقوب بن اسحاق بن ابراهيم خليل الرحمن، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لو لبثت في السجن مالبث يوسف ثم جاءنى الداعى لأجبته إذ جاءه الرسول صلى الله عليه وسلم فقال أرجع إلى ربك فاسأله ما بال النسوة اللاتى قطعن أيديهن إن ربى بكيدهن عليم
والعبيد قاصدين جبال سأعير فلما مر بساحور ابتنى له بيتا ولدوا به ظلالا، ثم مر على أورشليم قرية شخيم فنزل قبل القربة واشترى مزرعة شخيم بن جمهور بمائة نعجة فضرب هنالك فسطاطه وابتنى ثَمَّ مذبحا فسماه إيل إلاه اسرائيل وأمره الله ببنائه ليستعلن له فيه، وهو بيت المقدس اليوم الذى جدده سليمان ابن داود عليهما السلام، وهو مكان الصخرة التى أعلمها بوضع الدهن عليها قبل ذلك كما ذكرنا أولا، ثم حملت راحيل فولدت غلاما وهو بنيامين إلا أنها جهدت فى طلقها به جهدا شديدا وماتت عقبه فدفنها يعقوب فى افراث وهى بيت لحم ووضع يعقوب على قبرها حجرا وهى الحجارة المعروفة بفبر راحيل الى اليوم، وكان أولاد يعقوب الذكور اثنى عشر رجلا فمن ليا روبول وشمعون ولاوى ويهوذا وايساخر وزابلون، ومن راحيل راحيل وبنيامين، ومن أمة راحيل دان ونفتالى، ومن أمة ليا حاد واشير عليهم السلام، وجاء يعقوب الى أبيه اسحاق فأقام عنده بقرية حبرون التى فى أرض كنعان حيث كان يسكن ابراهيم ثم مرض اسحاق وماتت عن مائة وثمانين سنة ودفنه ابناء العيص ويعقوب مع مع أبيه ابراهيم الخليل فى المغارة التى اشتراها كما قدمنا والله أعلم (باب) (١) (عن أبى هريرة) الخ هذا الحديث تقدم بسنده وشرحه وتخريجه فى أول باب ذكر لوط عليه السلام وانما ذكرته هنا لمناسبة قصة يوسف عليه السلام وقد ذكرها الحافظ ابن كثير فى تاريخه مطولة جدا فقد أتى بسورة يوسف جميعها وفسرها آية آية وأطال فى ذلك، ولما كانت قصة يوسف عليه السلام أحسن وأطول ما قص الله علينا فى كتابه من ذكر أنبيائه عليهم الصلاة والسلام اقتصرت على ما ذكره الحافظ ابن الأثير فى تاريخه الكامل فقد أتى بملخص ما جاء فيها من القرآن الكريم (قال رحمه الله) ذكروا أن اسحاق توفى وعمره ستون ومائة سنة وقبره عند أبيه ابراهيم دفنه ابناه يعقوب وعيص فى مزرعة حبرون (قلت) جاء فى تاريخ ابن كثير أن اسحاق مات وعمره ثمانون ومائة سنة والله أعلم) وكان عمر يعقوب مائة وسبعا وأربعين سنة، وكان ابنه يوسف قد قسم له ولامه شطر الحسن وكان يعقوب قد دفعه الى أخته ابنة اسحاق تحضنه فأحبته حبا شديدا وأحبه يعقوب أيضا حبا شديدا فقال لأخته يا أخية أ-لِى الىَّ يوسف فوالله ما أقدر أن يغيب عنى ساعة، فقالت والله ما أنا بتاركته ساعة فأصر يعقوب على أخذه منها فقالت اتركه عندى أياما لعل ذلك يسلينى، ثم عمدت الى منطقة اسحاق وكانت عندها لأنها كانت أكبر ولده فحزمتها على وسط يوسف ثم قالت قد فقدت المنطقة فانظروا من أخذها، فالتمست فقالت أكشفوا أهل البيت فكشفوهم فوجدوها مع يوسف وكان من مذهبهم أن صاحب السرقة يأخذ السارق له لا يعارضه فيه أحد فأخذت يوسف فأمسكته عندها حتى ماتت وأخذه يعقوب بعد موتها فهذا الذى تأول أخوة يوسف (إن يسرق فقد سرق أخ له من قبل) وقيل فى سرقته غير هذا، فلما رأى أخوة يوسف محبة أبيهم له واقباله عليه حسدوه وعظم عندهم، ثم إن