(عن أنس بن مالك)(١) رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أعطى (٢) يوسف عليه الصلاة والسلام شطر الحسن (٣)
سنة من قدومه الى مصر وكانت مدة غيبته عن يعقوب اثنتين وعشرين سنة، وكان مقام يعقوب بمصر وأهله معه سبع عشرة سنة وقيل غير ذلك والله أعلم (ولما مات يعقوب) أوصى الى يوسف ان بدفنه مع أبيه اسحاق، ففعل يوسف فسار به الى الشام فدفنه عند أبيه ثم عاد الى مصر، وأوصى يوسف ان يحمل من مصر ويدفن عند آبائه فحمله موسى لما خرج ببنى اسرائيل، وولد يوسف افرايم ومنشا فولد افرايم نون، ولنون يوشع فتى موسى، وولد لمنشا موسى بن عمران، وزعم أهل التوراة انه موسى الحاضر، وولد له رحمة امرأة أيوب فى قول انتهى ما ذكره الحافظ ابن الأثير فى تاريخه الكامل، وذكر الحافظ ابن كثير فى تاريخه فى آخر قصة يوسف قوله تعالى (أم كنتم شهداء إذ حضر يعقوب الموت إذ قال لبنيه ما تعبدون من بعدى؟ قالوا نعبد الهك وإله آبائك ابراهيم واسماعيل واسحاق الاها واحدا ونحن له مسلمون) قال يوصى بنبيه بالاخلاص وهو دين الاسلام الذى بعث الله به الانبياء عليهم السلام (قال) وقد يذكر أهل الكتاب انه اوصى بنبيه واحدا واحد واخبرهم بما يكون من أمرهم وبشر يهوذا بخروج نبى عظيم من نسله تطيعه الشعوب وهو عيسى بن مريم والله أعلم (قال) وذكروا انه لما مات يعقوب بكى عليه أهله أربعين يوما وأمر يوسف الاطباء فطيبوه بطيب ومكث فيه أربعين يوما ثم استأذن يوسف ملك مصر فى الخروج مع أبيه ليدفنه عند أهله فاذن له وخرج معه أكابر مصر وشيوخها فلما وصلوا حبرون دفنوه فى المغارة التى كان اشتراها ابراهيم الخليل من عفرون بن صخر الحيثى وعملوا له عزاء سبعة أيام قالوا ثم رجعوا الى بلادهم وعزى أخوة يوسف يوسف فى أبيهم وترفقوا له فاكرمهم واحسن منقلبهم فأقاموا ببلاد مصر ثم حضرت يوسف عليه السلام الوفاة فأوصى ان يحمل معهم اذا خرجوا من مصر فيدفن عند آبائه فحنطوه ووضعوه فى تابوت فكان بمصر حتى أخرجه معه موسى عليه السلام فدفنه عند آبائه. قالوا فمات وهو ابن مائة سنة وعشر سنين هذا نصهم فيما رأيته وفيما حكاه ابن جرير ايضا، وقال مبارز بن فضالة عن الحسن القى يوسف فى الجب وهو ابن سبع عشرة سنة وغاب عن أبيه ثمانين سنة وعاش بعد ذلك ثلاثا وعشرين سنة ومات وهو ابن مائة سنة وعشرين سنة وقال غيره أوصى الى أخيه يهوذا صلوات الله عليه وسلامه انتهى ما ذكره الحافظ ابن كثير فى تاريخه والله أعلم (١) (سنده) حدثنا عفان ثنا حماد بن سلمة قال انا ثابت عن أنس الخ (غريبه) (٢) بضم أوله مبنى للمجهول ويوسف هو ابن يعقوب بن اسحاق بن ابراهيم الخليل عليهم الصلاة والسلام (٣) أى نصفه وقد يراد به الجزء من الشئ: والمعنى انه أعطى حظا عظيما من حسن أهل الدنيا وجاء فى بعض الروايات ثلثى الحسن، ولكن الروايات الصحيحة جاءت بلفظ شطر الحسن، فعند مسلم فى قصة الاسراء فاذا انا. بيوسف واذا هو قد أعطى شطر الحسن (تخريجه) (م) ورواه الحاكم بلفظ (اعطى يوسف وأمه شطر الحسن) وصححه الحاكم وأقره الذهبى، وجاء فى مجمع الزوائد عن عبد الله يعنى ابن مسعود قال اعطى يوسف وامه ثلثى حسن الناس فى الوجه والبياض وغير ذلك، فكانت المرأة اذا أتته غطى وجهه مخافة ان تفتتن، قال الهيثمى رواه الطبرانى موقوفا ورجاله رجال الصحيح، قال ورواه الطبرانى أيضا فقال أعطى