يقول سلوني، قال فبرك عمر على ركبتيه فقال رضينا بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد صلى الله عليه وسلم رسولا، قال فسكت رسول الله صلى الله عليه وسلم حين قال عمر ذلك، ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم والذي نفسي بيده لقد عرضت علي الجنة والنار آنفا في عرض هذا الحائط (١) وأنا أصلي فلم أر كاليوم في ٥٧٨ الخير والشر (باب خطبة في ذكر الفتن وطاعة الأمير)(حدثنا أبو معاوية)(٢) عن الأعمش عن زيد بن وهب عن عبد الرحمن بن عبد رب الكعبة قال انتهيت إلى عبد الله بن عمرو بن العاص وهو جالس في ظل الكعبة فسمعته يقول بينا نحن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر إذ نزل منزلا قمنا من يضرب خباءه ومنا من هو في جشره (٣) ومنا من ينتضل (٤) إذ نادى مناديه الصلاة جامعة (٥) ن قال فاجتمعنا، قال فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم فخطبنا فقال أنه لم يكن نبي قبلي إلا دل أمته على ما يعلمه خيرا لهم: ويحذرهم ما يعلمه شرا لهم: وإن أمتكم هذه جعلت عافيتها في أولها، وإن آخرها سيصيبهم بلاء شديد وأمور تنكرونها، تجيء فتن يرفق (٦)
الروايات فقام إليه رجل من قريش من بنى سهم يقال له عبد الله بن حذافة وكان يطعن فيه، فقال يا رسول الله من أبى؟ قال أبوك فلان فدعاه لأبيه (يعني جذافة) (١) جاء نحو ذلك عند الإمام أحمد من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص وتقدم في صلاة الكسوف في الجزء السادس ص ١٨٥ رقم ١٦٨٨ وفيه فوالذي نفسي بيده لقد عرضت على الجنة حتى أشاء لتعاطيت بعض أغصانها، وعرضت علي النار حتى إني لاطفئها خشية أن تغشاكم، وجاء عند مسلم من حديث جابر لقد جيء بالنار حتى رأيتموني تأخرت مخالفة أن يصيبني من لفحها: وفيه ثم جيء بالجنة وذلك حينما رأيتموني تقدمت حتى قمت في مقامي، وزاد ما من شيء توعدونه إلا قد رأيته في صلاتي هذه وتقدم الكلام على شرح ذلك في الباب المشار إليه مستوفى فارجع إليه (تخريجه) أورده الحافظ ابن كثير في تفسيره عن انس بهذا المعنى وعزاه لابن جرير، ثم قال أخرجاه يعني البخاري ومسلم من طريق سعيد، ورواه معمر عن انس بنحو ذلك أو قريبا منه يعني حديث الباب والله أعلم (باب) (٢) (حدثنا أبو معاوية الخ) (غريبه) (٣) قال النووي هو بفتح الجيم والشين وهي الدواب التي ترعى وتبيت مكانها أهـ وقال أبو عبيد الحشر القوم يخرجون بدوابهم إلى المرعى ويبتون مكانهم ولا يأون إلى البيوت (٤) أي يرتمون بالسهام يقال انتضل القوم وتناضلوا أي رموا للسبق وناضله إذا راماه (٥) قال الحافظ عند قول البخاري (باب النداء بالصلاة جامعة) قال هو بالنصب فيهما على الحكاية ونصب الصلاة في الأصل على الإغراء وجامعة على الحال، أي أحضروا الصلاة في حال كونها جامعة (٦) قال في النهاية أي تشوق بتحسينها وتسويلها أهـ (وقال النووي) هذه اللفظة رويت على أربعة أوجه (أحدها) وهو الذي نقله القاضي عن جمهور الرواة يرقق بضم الياء وفتح الراء وبقافين أي يصير بعضها رقيقا أي خفيفا لعظم ما بعده فالثاني يجعل الأول رقيقا، وقيل معناه يشبه بعضها بعضا، وقيل يدور بعضها في بعض ويذهب ويجيء، وقيل معناه يسوق بعضها إلى بعض بتحسينها وتسويلها (والوجه الثاني) فيرفق بفتح الياء وإسكان الراء وبعدها فاء مضمومة (والثالث) فيدفق بالدال المهملة الساكنة وبالفاء المكسورة