-[حديث أنس وجابر بن سمرة في صفة رسول الله صلى الله عليه وسلم]-
ينعت النبي صلى الله عليه وسلم بما شاء ينعته، قال ثم سمعت أنسا يقول وكان النبي صلى الله عليه وسلم ربعة من القوم ليس بالقصير ولا بالطويل البائن أزهر ليس بالآدم ولا بالابيض ولا الأمهق رجل الشعر ليس بالسيط ولا الجعد القطط بعث على رأس أربعين، أقام بمكة عشرًا وبالمدينة عشرا، وتوفى على رأس ستين سنة ليس في رأسه ولحيته عشرون شعرة بيضاء (حدثنا محمد بن جعفر) ثنا شعبة عن سماك قال سمعت جابر بن سمرة (رضي الله عنه) قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ضليع الفم أشكل العين منهوس العقب، قلت لسماك ما ضليع الفم؟ قال عظيم قلت ما أشكل العين؟ قال طويل شفر العين، قلت ما منهوس العقب؟ قال قليل لحم العقب (ز)(عن جابر بن سمرة) أيضًا قال كان في ساقي رسول الله صلى الله عليه وسلم حموشة وكان لا يضحك إلا تبسما وكنت إذا رأيته قلت اكحل العينين وليس بأكحل (ز)(وعنه أيضا)
(١) بفتح الراء وسكون الموحدة أي مربوعا والتأنيث باعتبار النفس يقال رجل ربعة وامرأة ربعة وقد فسره في الحديث بقوله ليس بالقصير ولا بالطويل البائن، وجاء في بعض الروايات الصحيحة وهو إلى الطول أقرب (٢) بالمد وهو شديد السمرة (٣) بوزن أبيض والامهق هو شديد البياض كلون الجص وإنما يخالط بياضه الحمرة كما تقدم في الأحاديث السابقة (٤) بالقاف وكسر الطاء الأولى وفتحها أي ليس شديد الجعودة كشعر السودان ولاسبط بفتح السين المهلمة وكسر الموحدة من السبوطة ضد الجعودة أي ولا مسترسل فهو متوسط بين الجعودة والسبوطة (٥) تقدم الكلام على شرح هذه الجملة في شرح حديث رقم ٢٨ ص ٢١٠ في الجزء العشرين (٦) أي بل دون ذلك (تخريجه) (ق. مذ. نس وغيرهم) (٧) (حدثنا محمد بن جعفر الخ) (غريبة) (٨) أي عظيم الفم (قال النووي) كذا قال الأكثرون، وهو الأظهر، قالوا والعرب يمدح بذلك ويذم صغر الفم وهو معنى قول ثعلب في ضليع الفم واسع الفم (وأما قوله في أشكل العين) فقال القاضي هذا وهم من سماك باتفاق العلماء أو غلط ظاهر، وصوابه ما اتفق عليه العلماء ونقله أبو عبيد وجميع أصحاب الغريب أن الشكلة حمرة في بياض العينين وهو محمود، والشهلة حمرة في سود العين (وأما المنهوس) فبالسين المهملة هكذا ضبطه الجمهور وقال صاحب التحرير وابن الأثير روى بالمهملة والمعجمة وهما متقاربان، ومعناه قليل لحم العقب كما قال (تخريجه) (م مذ) (٩) (ز) (سنده) (قال عبد الله بن الإمام أحمد) حدثني شجاع بن مخلد أبو الفضل ثنا عباد بن العوام عن الحجاج عن سماك هو ابن حرب عن جابر بن سمرة الخ (غريبة) (١٠) بضم الحاء والميم أي دقة ولطافة متناسبة لسائر أعضائه (١١) في غالب أحواله (١٢) هذه الأفعال الثلاثة يجوز ضم التاء فيها بصيغة المتكلم ويجوز فتحها على صيغة الخطاب (وقوله اكحل العينين أي هو مكحل العينين (وليس بأكحل) بل كانت عينه كحلاء من غير اكتحال قاله القارئ (تخريجه) (مذ. ك) وقال الترمذي هذا حديث حسن صحيح غريب (١٣) (ز) (سنده) (قال عبد الله بن الإمام أحمد) حدثني الصغاني ثنا سلمة بن حفص السعدي قال عبد الله وقد رأيت أنا سلمة بن حفص وكان يكتي أبا بكر من ولد سعد بن مالك أبيض الرأس واللحية فحدثني عنه أبو بكر الصغاني ثنا يحيى بن يمان عن (٢)