-[ما جاء في خلقه العظيم عليه الصلاة وأتم التسليم]-
صلى الله عليه وسلم وقال اقتصوا أو اقتصى شك أسود ظرفا مكان ظرفك فما قال شيئا (عن أنس) قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يدخل علينا (وفي لفظ يخالطنا) وكان لي أخ صغير (وفي رواية كان النبي صلى الله عليه وسلم يضاحكه) وكان له نغر يلعب به فمات نغره الذي كان يلعب به فدخل النبي صلى الله عليه وآله وسلم ذات يوم فرآه حزينا فقال ما شأن أبي عمير حزينا؟ فقالوا مات نغره الذي كان يلعب به يا رسول الله، فقال أبا عمير ما فعل النغير أبا عمير ما فعل النغير (ومن طريق ثان) عن أبي التياح قال حدثنا أنس قال كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أحسن الناس خلفا وكان لي أخ يقال له أبو عمير قال أحسبه قال فطيما قال وكان إذا جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم فرآه قال أبا عمير ما فعل النغير قال نغر كان يلعب به، قال فربما تحضره الصلاة وهو في بيتنا فيأمر بالبساط الذي تحته فيكنس ثم ينضح بالماء ثم يقوم رسول الله صلى الله عليه وسلم ونقوم
النون وسكون الطاء المهملة وهو من الأديم أي الجلد يفرش كالبساط (١) أي لم يؤنبها على ما فعلته في حضوره لمزيد حله وعلمه بما تؤدي إليه الغيرة، ولم يعاقبها إلا بحكمه عليها بالقصاص بجعل المكسورة عندها ودفع الصحيحة لضرتها، وهكذا كانت أحواله صلى الله عليه وسلم مع أزواجه لا يأخذ عليهن ويعذرهن، وأن أقام عليهن ميزان العدل إقامة من غير قلق ولا غضب بل هو رءوف رحيم حريص عليهن وعلى غيرهن عزيز عليه ما يعنتهم (تخريجه) (جه ش) وفي إسناده رجل لم يسم وبقية رجاله ثقات (٢) (سنده) حدثنا عفان ثنا حماد ثنا ثابت عن أنس (يعني ابن مالك الخ) (غريبة) (٣) أي بالملاطفة وطلاقة الوجه والمزاح، وفي القاموس خالطه مازحه، والمراد أنس وأهل بيته (٤) أي من أمه أم سليم (٥) بضم النون وفتح الغين المعجمة وهو طائر صغير كالعصفور، وقيل فراخ العصافير، قال القاضي عياض والراجح أنه طائر أحمر المنقار، وأهل المدينة يسمونه البلبل (٦) فإن قيل كيف يقرّ النبي صلى الله عليه وسلم اللعب بالحيوان وقد ورد في الأحاديث الصحيحة النهي عن تعذيبه؟ وقد أجاب الإمام القرطبي عن ذلك فقال أن الذي رخص فيه للصبي امساك الطير ليلتهى به وأما تمكينه من تعذيبه ولا سيما حتى يموت فلم يبح قط (٧) هذه كنيته وهو ابن أبي طلحة الأنصاري وكان اسمع عبد الله فيما حزم به أبو أحمد الحاكم أو حفص كما عند ابن الجوزي، وفيه جواز تكنية من لا ولد له وتكنية الطفل وأنه ليس كذبا (٨) أي أين ذهب وإنما قال النبي صلى الله عليه وسلم ذلك ملاطفة وتأنيسا له وتسلية؛ وفيه جواز المزاح بما ليس باثم وجواز السجع والكلام الحسن بلا كلفة، وملاطفة لاصبيان وتأنيسهم وبيان ما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم من حسن الخلق وكرم الشمائل والتواضع (٩) (سنده) حدثنا عبد الحميد حدثني أبي قال أنا أبو التياح قال حدثنا أنس الخ (١٠) بضم الخاء واللام (١١) جاء عند البخاري فطم بالرفع صفة لقوله أخ واحسبه اعتراض بين الصفة والموصوف أي مفطوم بمعنى فصل عن الرضاع، ولأبي ذر فطما بالنصب كما في رواية الإمام أحمد مفعولا ثانيا لا حسبه أي أظنه: مات أبو عمير هذا صغيرا في حياة النبي صلى الله عليه وسلم ولموته قصة عجيبة مع أم سليم وأبي طلحة ترجمت لها بباب قصة أم سليم مع زوجها أبي طلحة الأنصاري عندما توفى ولدهما تقدمت في الجزء التاسع عشر من كتاب الصبر صفحة ١٤٥ فأرجع إليها فإن فيها منقبة عظيمة لام سليم وعبرة وتسلية لمن مات ولدها من النساء (١٢) تقدم شرح هذه الجملة إلى آخر الحديث في باب الصلاة على الحصير