للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مرات حرصا لكيْما يتقنه عنه، فقال نبي الله- صلى الله عليه وآله وسلم: تؤمن بالله واليوم الآخر، وتقيم الصلاة، وتعبد الله وحده لا تشرك به شيئا حتى تموت وأنت على ذلك، فقال: يا نبي الله أعد لي، فأعادها له ثلاث مرات، ثم قال نبي الله- صلى الله عليه وآله وسلم: إن شئت حدثتك يا معاذ برأس هذا الأمر وذروة السنام، فقال معاذ: بلى بأبي وأمي أنت يا نبي الله فحدثني، فقال نبي الله- صلى الله عليه وآله وسلم: إن رأس هذا الأمر أن تشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمداً عبده ورسوله، وأن قوام (١) هذا الأمر إقام الصلاة وإيتاء الزكاة، وأن ذروة السنام منه الجهاد في سبيل الله، إنما أمرت أن أقاتل الناس حتى يقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة ويشهدوا أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمداً عبده ورسوله؛ فإذا فعلوا ذلك فقد اعتصموا وعصموا دماءهم وأموالهم إلا بحقها وحسابهم على الله عز وجل، وقال رسول الله- صلى الله عليه وآله وسلم: والذي نفس محمد بيده ما شحب (٢) وجه ولا أُغبرت قدم في عمل تُبتغي فيه درجات الجنة بعد الصلاة المفروضة كجهاد في سبيل الله، ولا ثقل ميزان عبد كدابة تنفق (٣)


(١) وهي مبنية على السكون، فإن وصلت جررت ونونت فقلت بخ بخ وربما شددت، وبخبخت الرجل إذا قلت له ذلك ومعناه تعظيم الأمر وتفخيمه. (١) بكسر القاف، قوام الشيء عماده الذي يقوم به يقال فلان قوام أهل بيته وقوام الأمر ملاكه بكسر الميم أي نظامه وما يعتمد عليه فيه.
(٢) شحب بفتحات أي تغير لونه، قال في النهاية الشاحب المتغير اللون والجسم لعارض من سفر أو مرض أو نحوهما، وقد شحب يشحب (بفتح الحاء في الماضي والمضارع) شحوبا ا. هـ.
(٣) بفتح التاء وضم الفاء بينهما نون ساكنة، قال في المختار نفقت الدابة ماتت وبابه دخل ا. هـ. (تخريجه) (بز) من رواية شهر بن حوشب عن معاذ وأخرج (نس جه مذ) وقال حديث حسن صحيح، كلهم من رواية أبي وائل عن معاذ مختصرا وحديث الباب إسناده جيد وشهر بن حوشب وثقه ابن معين والإمام أحمد وغيرهما.

<<  <  ج: ص:  >  >>