للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فجعل الرَّجل منَّا يقوم دهشاً إلى طهوره، قال فأمرهم النَّبي صلى الله عليه وسلم أن يسكنوا ثمَّ ارتحلنا فسرنا حتَّى إذا ارتفعت الشَّمس توضَّأ، ثم أمر بلالًا فأذَّن، ثم صلَّى الرَّكعتين قبل الفجر، ثمَّ أقام الصَّلاة فصلَّينا، فقالوا يا رسول الله ألا نعيدها في وقتها من الغد؟ فقال أينهاكم ربكم تبارك وتعالى عن الرِّبا ويقبله منكم؟

(٢٠٨) عن أبى قتادة رضى الله عنه أنَّه كان مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفرٍ وقد أدركهم من التَّعب ما أدركهم من السَّير في اللَّيل: قال فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أو عرَّسنا، فمال إلى شجرةٍ فنزل، فقال أنظر هل ترى أحدًا؟ قلت هذا راكب هذان راكبان حتَّى بلغ سبعةً، فقال احفظوا علينا صلاتنا (٤) فنمنا فما أيقظنا إلا حر الشَّمس فانتبهنا فركب رسول الله صلى الله عليه وسلم فسار وسرنا هنيئةً ثمَّ نزل فقال أمعكم ماءٌ؟ قال قلت نعم، معى ميضأةٌ فيها شيءٌ من ماءٍ، قال أئت بها فقال مسُّوا منها مسُّوا منها، فتوضَّأ القوم وبقيت جرعةٌ فقال ازدهر بها يا أبا قتادة فإنَّه سيكون لها نبأ، ثمَّ أذَّن بلالٌ وصلَّوا الركعتين قبل الفجر، ثمَّ صلَّوا الفجر، ثمَّ ركب وركبنا، فقال بعضهم لبعضٍ


والاستراحة (١) قال في المصباح دهش دهشا فهو دهش من باب تعب دهب عقله حياءاً وخوفًا (٢) أي يطمئنوا في الحركة والسير (٣) المعنى لا تعيدوها فإن الله عز وجل نهاكم عن الربا في الدَّين فلا يقبله منكم في قضاء الصلاة (تخريجه) (ق) مطولا و (هق حب. فع. قط. ك) وقال صحيح.
(٢٠٨) عن أبي قتادة (سنده) حدّثنا عبد الله حدثني أبي ثنا يزيد بن هرون أنا حماد بن سلمة عن ثابت عن عبد الله بن رباح عن أبي قتادة الخ وهو طرف من حديث طويل سيأتي بتمامه في ترجمة أبي قتادة من كتاب الفضائل (غريبه) (٤) أي ليبق أحدكم متيقظا ساهرا ليوقظنا لصلاة الفجر فأبى الله إلا أن يناموا جميعا (٥) أي ساعة لطيفة ويقال هنية أيضا تصغير هنة (٦) أي احتفظ بها واجعلها في بالك فإنه سيكون لها نبأ أي شأن عظيم وذلك أن القوم عطشوا عطشا شديدًا فكانت هذه الجرعة أصلا لربهم جميعا

<<  <  ج: ص:  >  >>