وقد بقي الفتح الرباني بدون شرح بقية الجزء الثانى والعشرين وجزآن آخران وبذلك ينتهى الكتاب وقد وقع اختيارنا لاتمام هذا الشرح المبارك على أخينا وصديقنا وحبيب والدنا ومحل ثقته وتقديره والأستاذ الشيخ "محمد عبد الوهاب بحيرى" خادم الحديث النبوى بكلية الشريعة بالأزهر الشريف فتقبل هذه المهمة العظيمة حرصا منه على اتمام هذا العمل الجليل الذى يقدره كل التقدير وبرًا بما كان بينه وبين السيد الوالد رحمه الله من محبة صادقة. وأخوة اسلامية كريمة وفقه الله وأعانه ويسر له هذه المهمة الخطيرة ووقفنا جميعا لخدمة السنة النبوية الشريف،
عبد الرحمن البنا
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، سيدنا محمد وعلى آله وصحبه ومن تبعهم باحسان إلى يوم الدين.
أما بعد فقد كان لسيدنا وأستاذنا الامام المحدث الربانى الشيخ أحمد بن عبد الرحمن البنا قدم راسخة فى علوم السنة والفقه، وهمة عالية فى التأليف والمطالعة، ونفس راضية بما قسم الله عز وجل لها من متاع هذه الحياة الدنيا، فعاش عمره فى قلة من الدنيا وعزلة عن الناس، واقبال على الله سبحانه. وانقطاع إلى خدمة السنة النبوية، حتى كان من ذلك مؤلفاته النافعة المباركة التى وقعت موقع القبول لدى أهل الحديث فى جميع الأقطار الاسلامية وأجلها كتاب "الفتح الربانى" وشرحة "بلوغ الأمانى".
وقد اختاره الله إلى جواره ولما يتم شرحه للفتح الربانى فرأى نجله الأستاذ عبد الرحمن حفظه الله أن يتم عمل والده المبارك فعهد إلى بذلك على قصور باعى، وقلة اطلاعى، وتزاحم أشغالى، فتقلبت هذا العمل العظيم برًا بشيخنا الكريم وقيامًا بحق المودة التى كانت بينه وبين والدى رحمهما الله، ثم بينه وبينى. ورجاء أن يحشرنى الله فى زمرة أولئك السادة الذين أكرمهم الله بخدمة السنة النبوية.
هذا مع اعترافى بما للسيد الامام رحمه الله من مكانة فى السنة لا تبارى. وهمة لا تدانى.
والله أسأل أن يجعلنى عند حسن الظن بى وأن يوفقنى لاتمام هذا العمل المبارك الجليل.