فقال لي: لا أحدثك عني وعن رسول الله (صلى الله عليه وسلم)، قلت بلي، قال فأني بينما أنا أوعك في مسجد المدينة إذا دخل رسول الله (صلى الله عليه وسلم) المسجد فقال: من أحس الفتي الدوسي من أحس الفتي الدوسي، فقال له قائل هو ذاك يوعك في جانب المسجد حيث تري يا رسول الله، فجاء فوضع يده على، وقال لي معروًا فقمت فأنطلق حتى قام في مقامه الذي يصلي فيه، ومعه يومئذ صفان من رجال وصف من نساء أو صفان من نساء وصف من رجال - فأقبل عليهم فقال. إن نسائي الشيطان شيئًا من صلاتي فليسبح القوم وليصفق النساء، فصلى رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ولم ينس من صلاته شيئًا، فلما سلم أقبل عليهم بوجهه فقال مجالسكم هل منكم من إذا أتي أهله أغلق بابه وأرخي ستره ثم يخرج فيحدث فيقول فعلت بأهلي كذا وقعت أهلي كذا، فسكتوا، فاقبل على النساء فقال، هل منكن من تحدث، جئت فتاة كعاب على أحدى ركبتيها وتطاولت ليراها رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ويسمع كلامها، فقالت: أي والله إنهم ليحدثون وأنهن ليحدثن، فقال: هل تدرون ما مثل من فعل ذلك، إن مثل هل تدرون ما مثل من فعل ذلك، إن مثل من فعل ذلك مثل شيطان وشيطانه لقي أحدهما صاحبه بالسكة فقضي حاجته منها والناس ينظرون إليه قال: ألا لا يفضين رجل ألي رجل ولا امرأة ألي للمرأة إلا ألي ولد أو والد، قال: وذكر ثلثه فنسبتها، ألا إن طيب الرجل ما
يعرف بها الذاكر عدد ما يقول من كلمات الذكر والتسبيح وغيره (١) قوله أوعك بضم همزة المضارعة بعدها واو ساكنة فعين مهملة مفتوحة من الوهك - بزنة الدلك - وهو أذي الحمي الحمي ووجعها يقال وعكته الحمي من باب وعد قهو موعوك (٢) أي نم رأي أبا هريرة وأبصره قال في النهاية الإحساس العلم بالحواس وهي مشاعر الإنسان كالعين والأذن والأنف واللسان واليد أهـ وأبو هريرة (رضي الله عنه) كان من قبيلة (دوس) فلذلك نسب إليها (٣) أي كلامًا جميلاً ولعله يكون قد دعا له مع ذلك بالشفاء (٤) أي ألزموا أماكن جلسوكم لا تفارقوها (٥) الكعاب - بزنة سحاب - الجارية حين يبدو ثديها للنهود وهي الكاعب أيضاً وجمعها كواعب والفعل من باب دخل، وقول (فجثت على إحدى ركبتيها) أي جلست كذلك وجثًا من بابي علا ورمي (٦) السكة - بكسر أوله وتشديد ثانية مفتوحًا - الطريق والمراد أن من أفضي إلى امرأته ثم تحدث بما كان منها حال الوقاع من قوله أو فعل فكان كمن فعل بها ذلك أمام الناس في الطريق العام وفي ذلك من انتهاك الحرمات وسوء الأدب والإخلال بالمروءة ما فيه فينبغي أن يتجنبه المؤمن رجلاً كان أم امرأة وفي حديث أبي سعيد الخدري مرفوعاً. "إن من أشر الناس عند الله منزلة يوم القيامة الرجل يفضي إلى امرأته وتفضي إليه ثم ينشر سرها" رواه مسلم (٧) المقصود نهي الرجل أن يضاجع الرجل ليس بينهما حائل سوي ما يكون من الملابس التي لا تمنع اللمس ونهي المرأة أن تضاجع المرأة كذلك لأنه قد يكون ذريعة إلى كثير من المفاسد ولذلك يقول الشوكاني وفيه دليل على أن يحرم أن يضطجع الرجل مع الرجل والمرأة مع المرأة في ثوب واحد في الإفضاء بعض البدن لأن ذلك مظنة لوقوع المحرم من المباشرة أو مس العورة أو غير ذلك أهـ وهذه المفسدة لا تكون بين الإنسان وولده أو والده لانعدام الشهوة بينهما فلذلك استثنت تلك الحالة من