للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

حي على الفلاح الله اكبر الله اكبر لا اله الا الله ثم دعاني حين قضيت التأذين فأعطاني صرة فيها شيء من الفضة (١) ثم وضع يده على ناصية أبي محذورة ثم أمرها على وجهه مرتين ثم مرتين على يديه ثم على كبده ثم بلغت يد رسول الله صلى الله عليه وسلم سرة أبي محذورة (٢) ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم بارك الله فيك فقلن يارسول الله مر بي بالتأذين بمكة فقال قد أمرتك به وذهب كل شيء كان لرسول الله صلى الله عليه وسلم من كراهية وعاد ذلك محبة لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقدمت على عتاب بن اسيد عامل رسول الله صلى عليه وسلم بمكة فأذنت معه بالصلاة عن أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم وأخبر بي ذلك من ادركت من أهلي ممن أدرك أبا محذورة على نحو ما أخبرني عبد الله بن محيريز


(١) استدل به ابن حبان على الرخصة في أخذ الاجرة وعارض به الحديث الوارد في النهي عن ذلك قال ابن سيد الناس ولا جليل فيه لوجهين الاول حديث ابي محذورة هذا متقدم قبل اسلام عثمان بن ابي العاص الراوي لحديث النهي فحديث عثمان متاخر بيقين الثاني انها واقعة يتطرق اليها الاحتمال بل اقرب الاحتمالات فيها ان يكون من باب التأليف لحداثة عمدة بالاسلام كما أعطى حينئذ غيره من المؤلفة قلوبهم ووقائع الاحوال إذا تطرق اليها الاحتمال سلبها الاستدلال لما يبقى فيها من الاجمال قلت هذا حسن ويمكن الجمع بان يحمل حديث النهى على من اشترط على إذانه اجرا ويحمل حديث الباب على من إذان محتسبا واتاه شيء من عند الله بدون مسألة فله أخذه ولا يعد اجرا والله اعلم (٢) لعله صلى الله عليه وسلم فعل ذلك مع أبي محذورة ليزول ما عنده من الكراهة لرسول الله صلى الله عليه وسلم وليحفظ ما يلقى اليه وقد كان ذلك ببركته صلى الله عليه وسلم ومعجزته فقد صرح به ابو محذورة فقال وذهب كل شيء كان لرسول الله صلى الله عليه وسلم من كراهية وعاد ذلك محبة لرسول الله صلى الله عليه وسلم (فائدة) اسم ابي محذورة أوس بن معير بكسر الميم وسكون العين المهملة ابن لوذان بن سعد بن جمح قال الزبير بن بكار من قال غير هذا فقد أخطأ أهـ روي عن النبي صلى الله عليه وسلم وعنه ابنه عبد الملك وعبد الله بن محيريز ومحمد بن يزيد النخعي وغيرهم ولاه النبي صلى الله عليه وسلم الأذان يوم الفتح وكان أحسن الناس إذانا وانداهم صوتا وقد اخرج الدارمي وابو الشيخ بإسناد متصل بابي محذورة ان رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر بنحو عشرين

<<  <  ج: ص:  >  >>