للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

-[تمييز الأمة المحمدية من سائر الأمم يوم القيامة بالتحجيل]-

فإذا الأفق قد سد بوجوه الرجال فقيل لي أرضيت فقلت رضيت يا رب رضيت يا رب قال فقيل لي إن مع هؤلاء سبعين ألفًا يدخلون الجنة بغير حساب فقال النبي (صلى الله عليه وسلم) فداً لكم أبى وأمي إن استطعتم أن تكونوا من السبعين الألف فافعلوا فإن قصرتم فكونوا من أهل الظراب فإن قصرتم فكونوا من أهل الأفق فإني قد رأيت ثم ناسًا يتاوشون فقام عكاشة بن محصن فقال ادع الله يا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أن يجعلني منهم فدعا له فقام رجل آخر فقال ادع الله لى يا رسول الله أن يجعلني منهم فقال قد سبقك بها عكاشة قال ثم تحدثنا فقلنا من ترون هؤلاء السبعون الألف قوم ولدوا في الإسلام لم يشركوا بالله شيئًا حتى ماتوا فبلغ ذلك النبي (صلى الله عليه وسلم) فقال هم الذين لا يكتتون ولا يسترقون ولا يتطيرون وعلى ربهم يتوكلون.

البابا لخامس في تمييز الأمة المحمية من سائر الأمم ومن القيامة بالتحجيل

٤٥٦ - عن عبد الله بن بسر المازني عن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أن قال ما من أمتي من أحد إلا وأنا أعرفه يوم القيامة قالوا وكيف تعرفهم يا رسول الله في كثرة الخلائق قال أرأيت لو دخلت صيرة فيها خيل دهم بهُم وفيها فرس أغر محجل أما كنت تعرفه منها قال بلى قال فإن أمتي يومئذ غر من السجود محجلون من الوضوء.


(يتهاوشون) أي يدخل بعضهم في بعض والهوش والاختلاط
(تخريجه) قال الهيثمي في مجمع الزوائد "رواه أحمد بأسانيد، والبزار أتم منه، والطبراني وأبو يعلي باختصار كثير، واحد أسانيد أحمد والبزار رجاله رجال الصحيح، وأورده الحافظ بن كثير عن الإمام أحمد في النهاية.
٤٥٦ - (سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبى ثنا أبو المغيرة قال حدثنا صفوان قال حدثني يزيد ابن خمير الرحبي عن عبد الله بن بسر.
(غربية) الصيرة حظيرة تتخذ للدواب من الحجارة وأغصان الشجر وجمعها صير بكسر الصاد قال الخطابي صيرة بالفتح غلط.
(دهم) سود من أدهم أي أسود. (بهم) جمع بهيم وهو في الأصل من لا يخالط لونه لون سواه.
(غر) من الغرة وأصلها بياض في وجه الفرس.
(محجلون) أي أبيض مواضع الوضع من الأيدي والأقدام استعار لآثار الوضوء البياض في وجه الفرس ويديه ورجليه.

<<  <  ج: ص:  >  >>