للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

خاتمة الكتاب

في رؤية المؤمنين ربهم عز وجل في الجنة وهي أعظم نعمة أنعم الله عليم بها

لا أحرمنا الله منها، وفيها أيضًا تلخيص ما تقدم من يوم الموقف إلى ذبح الموت

٥١٤ - حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا عبد الرزاق أنا معمر عن الزهري في قوله عز وجل {كل أمة تدعى إلى كتابها} عن عطاء بن يزيد الليثي عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال الناسُ يا رسول الله هل نرى ربنا يوم القيامة فقال النبي صلى الله عليه وسلم هل تضارون (١) في الشمس ليس دونها سحاب قالوا لا يا رسول الله فقال هل تضارون في القمر ليلة البدر ليس دونه سحاب فقالوا لا يا رسول الله قال فإنكم ترونه يوم القيامة كذلك يجمع الله الناس فيقول من كان يعبد شيئًا فيتْبَعه فيتْبَع من كان يعبد القمر القمر ومن كان يعبد الشمس الشمس ويتبع من كان يعبد الطواغيت الطواغيت وتبقى هذه الأمة فيها منافقوها فيأتيهم الله عز وجل في غير الصورة التي تعرفون فيقول أنا ربكم فيقولون نعوذ بالله منك هذا مكاننا حتى يأتينا ربنا فإذا جاء ربنا عرفناه قال فيأتيهم الله في الصورة التي يعرفون فيقول أنا ربكم فيقولون أنت ربنا فيتبعونه، قال ويضرب جسر على جهنم قال النبي صلى الله عليه وسلم فأكون أول من يجيز ودعوى الرسل يومئذٍ اللهم سلم سلم وبها كلاليب مثل شوك السعدان هل رأيتم شوك السعدان قالوا نعم يا رسول الله قال فإنها مثل شوك السعدان غير أنه لايعلم قدر عظمها إلا الله

تعالى فتخطفُ الناس بأعمالهم فمنهم الموبَق (٢) بعمله ومنهم المُخرْدَل (٣) ثم ينجوا حتى إذا فرغ الله عز وجل من القضاء بين العباد وأراد أن يخرج من النار من أراد أن يرحم ممن كان يشهد أن لا إله إلا الله


(١) (غريبه) (١) تضارون تروى بالتشديد وأصله تضاررون من الضرر وتروى بالتخفيف من الضير والمعنى واحد أي لا يخالف بعضكم بعضًا.
(٢) الموبق أي الذي تهلكه ذنوبه يقال وبق يبق (بكسر الباء) ووبق يوبق فهو وبق (بكسر الباء) إذا هلك وأوبقه غيره فهو موبق.
(٣) المخردل بضم الميم وفتح الخاء المعجمة والدال المهملة هو المرمى المصروع وقيل المقطع تقطعه كلاليب الصراط حتى يهوى في النار يقال خردلت اللحم بالدال والذال أي فصلت إعفاءه وقطعته كما جاء في النهاية لابن الأثير.

<<  <  ج: ص:  >  >>