للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

استطاع من جسده، يفعل ذلك ثلاث مرات" (١) قالت: فلما اشتكى، كان يأمرنى أن أفعل ذلك به، فكنت آخذ بيديه، وأمسح بهما لبركتهما.

وفي رواية أخرى: كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يقرأ، ويتنفث، وعائشة رضي الله عنها تأخذ بيديه، وتمسح بهما بدنه، كان غاية الضعف، والوجع، كان يمنع من تحريكهما، ولم يجعل للعبادة يوما معيشا بل كان يعود في جميع الأوقات هن الليل والنهار، وقال: "عائد المريض مخرفة الجنة" (٢).

وفي رواية أخرى: "لم يزل في خرفة الجنة، وما من مسلم يعود مسلما مريضا، غدوة، إلا صلى عليه سبعون ألف ملك، حتى يمسى، وإن عادة عشية صلى عليه سبعون ألف ملك، حتى يصبح، وكان له خريف في الجنة" (٣).

وكان - صلى الله عليه وسلم - يعود من رمد العين. وكان يخدمه - صلى الله عليه وسلم - شاب من اليهود، فلما مرض (٤) عاده، ولا مرض عمه أبو طالب عاده، مع أنه كان مشركا، وكان عرض عليهما الإسلام فلم يقبل أبو طالب وأسلم اليهودى (٥).


(١) متفق عليه رواه البخاري (ج ٥ ص ١٣٨)، ومسلم (ج ٧ ص ١٣١)، وانظر فقه السير (ص ٣٥٥) د. محمد سعيد رمضان البوطى، دار الفكر ط ٦، ١٣٩٧ هـ - ١٩٧٧ م.
(٢) رواه مسلم في صحيحه بمثله برقم (٢٥٦٨) (٤١) والمخرفة في الحديث بستان ٣ - بساتين الجنة.
(٣) رواه الترمذي برقم (٩٦٩) وقال: حديث حسن. وأبو داود في سننه برقم (٣٠٩٨، ٣٠٩٩) وابن ماجه (١٤٤٢) وهو حديث صحيح انظر رياض الصالحين ص ٣٨٧.
(٤) أخرج البخاري عن أنس، رضي الله عنه، قال: كان غلام يهودى يخدم النبي - صلى الله عليه وسلم - فمرض. فأتاه النبي - صلى الله عليه وسلم - يعوده، فقد عند رأسه فقال له: "أسلم" فنظر إلى أبيه وهو عنده؟ فقال: أطع أبا القاسم، فأسلم. فخرج النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو يقول: "الحمد لله الذي أنقذه من النار" رواه البخاري في صحيحه (ج ٣ ص ١٧٦)، وأخرجه أبو داود في سننه برقم (٣ - ٩٥).
(٥) انظر: طبقات ابن سعد (ج ١ ص ١٩٤) وما بعدها، وتاريخ الطبرى (ج ٢ ص ٣٤٤).

<<  <   >  >>