للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[فصل في صلاة العيد]

كان من عادة النبي - صلى الله عليه وسلم - أن يصلى صلاة العيد في المصلى وهو مكان في ظاهر المدينة، وصلى العيد مرة في المسجد، لسبب المطر، وكان يلبس في يوم الجمعة أجمل ثيابه، وكان له حلة فاخرة برسم العيدين والجمعة.

وفي بعض الأحيان كان يلبس بردا مخططا، بخطوط خضر، أو بخطوط حمر، وكان يفطر في يوم العيد، عيد الفطر قبل الخروج إلى المصلى على تميرات عددهن وتر، ولم يكن يأكل طعاما إلا بعد المراجعة، وكان يغتسل للعيد.

وورد في هذا الباب حديثان وكلاهما ضعيف، لكن صح عن ابن عمر أنه كان يغتسل لكل عيد، وشدة مبالغته في متابعة السنة تقتضى أن الحديث في هذا الباب صحيح، وكان يسير إلى المصلى ماشيا، ويحمل بين يديه العنزة (١).

فإذا بلغ المصلى نصبت تجاهه، لأن المصلى لم يكن له إذ ذلك جدار ولا محراب، وكان يؤخر صلاة الفطر، ويعجل صلاة الأضحى.

وعبد الله بن عمر، الذي كان لا يهمل متابعة السنة في دقيقه، كان يسير من بيته إلى المصلى، بعد طلوع الشمس، وكان يكبر في جميع طريق المصلى، وكان النبي - صلى الله عليه وسلم - إذا بلغ المصلى شرع في الصلاة من وقته، بلا أذان ولا إقامة، ولا الصلاة جامعة، والسنة أن لا يكون شيء من هذا.

وكان يكبر في الأولى سبع تكبيرات (٢) متتابعات يفصل بين كل تكبيرتين بسكتة خفيفة. ولم يرد بين التكبيرتين ذكر ولا تسبيح معين، وكان يقرأ في الأولى سورة {ق وَالْقُرْآنِ الْمَجِيدِ} , وفي الثانية {اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ} (٣).


(١) العنزة: عصا قدر نصف الرمح توضع أمام المصلى.
(٢) انظر سنن أبي داود (ج ١ ص ٢٩٩) حديث رقم (١١٥١) (١١٥٢) باب التكبير في العيدين.
(٣) انظر صحيح مسلم في كتاب العيدين، باب ما يقرأ به صلاة العيدين حديث (٨٩١) ج ٢ ص ٦٠٧)، وأبي داود كتاب الصلاة، باب ما يقرأ في الأضحى والفطر حديث رقم (١١٥٤ - ج ١ ص ٣٠٠)، والترمذي في أبواب الصلاة, باب ما جاء في القراءة في العيدين حديث رقم (٥٣٤ - ج ٢ ص ٤١٥).

<<  <   >  >>