للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[فصل في أذكار النبي - صلى الله عليه وسلم -]

قالت عائشة - رضي الله عنها -: كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يذكر الله على كل أحيانه (١)، يعني في جميع أوقاته، وكان لا يعوقه شيء، عن ذكر الحق سبحانه، لأن جميع كلامه كان في ذكر الله، والأمر والنهي والتشريع للأمة، وكله ذكر، وبيان الأسماء والصفات, وأحكام الله تعالى، والوعد والوعيد، وكل هذا ذكر، والثناء والدعاء والتمجيد، والتحميد والتسبيح، والسؤال، والترهيب والترغيب، بالكلية ذكر الحق سبحانه، وحال سكوته أيضا، كان قلبه وضميره في الذكر، فتكون أنفاسه مشتملة على الذكر، وحالة قيامه، وقعود، ورقوده، وذهابه، وإيابه، وجميع حالاته، لا ينفك فيها عن ذكر الله.

وكان إذا استيقظ من منامه قال: "الحمد لله الذي أحيانا بعد ما أماتنا وإليه النشور" (٢) وروت عائشة - رضي الله عنها -: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا هب من الليل كبر عشرا، وحمد عشرا، وقال: سبحان الله وبحمده، عشرا، وقال: سبحان الملك القدوس عشرا، واستغفر الله عشرا، وهلل عشرا، ثم قال: اللهم إني أعوذ بك من ضيق الدنيا، وضيق يوم القيامة عشرا، ثم يفتتح الصلاة" (٣).

وعنها أيضا: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان إذا استيقظ، قال: لا إله إلا أنت سبحانك، اللهم أستغفرك لذنبي، وأسألك رحمتك، اللهم زدني علما، ولا تزغ قلبي بعد إذ هديتني، وهب لي من لدنك رحمة، إنك أنت الوهاب" وهذان الخبران ثبتا في سنن أبي داود.


(١) أخرجه مسلم في صحيحه برقم (٣٧٣)، وأبو داود برقم (١٨)، والترمذي برقم (٣٣٨١).
(٢) أخرجه البخاري (ج ١١ ص ٩٦, ٩٧ و ١١١)، وأبو داود برقم (٥٠٤٩)، والترمذي (٣٤١٣).
(٣) انظر صحيح مسلم في كتاب صلاة المسافرين وقصرها، باب (٢٦) الدعاء في صلاة الليل وقيامه حديث رقم (٧٧١ ج ١ ص ٥٣٤ - ٥٣٦)، والنسائي (٢/ ١٢٩).

<<  <   >  >>