للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[فصل في علاج الطاعون والوباء]

كان - صلى الله عليه وسلم - يقول: "الطاعون رجز أرسل على طائفة من بنى إسرائيل، وعلى من كان قبلكم، فإذا سمعتم به بأرض فلا تقدموا عليه، وإذا وقع بأرض وأنتم بها، فلا تخرجوا منها فرارا منه" (١) وثبت في حديث آخر "الطاعون شهادة لكل مسلم" (٢).

وجاء في حديث آخر: "الطاعون وخز الجن" (٣) وجاء في رواية أخرى: "الطاعون دعوة نبي" (٤) وفي هذا الحديث الذي نهى فيه عن دخول بلد فيها وباء وعن الخروج منها إشارة إلى الاحتراز، والاجتناب من الوباء، لأن في الدخول إلى محل الوباء تعرضا للبلاء، وإلقاء للنفس في المهلكة، وهذا مخالف للشريعة ومناف للعقل.

وقد ثبت في الحديث: "أن من القرف التلف" (٥) والقرف مداناة المريض. ومقاربة الوداء، ففى الحل أمر الحذر، والحمية، ونهى عن التعرض لأسباب التلف.

وأما النهي عن الخروج من محل دخله الوباء، فيظهر فيه معنيان: حمل النفس على التوكل والاعتماد على الخالق، والصبر على القضاء، والرضا به.

والمعنى الثاني هو ما يقوله الأطباء من أنه يجب على كل من أراد الاحتراز من الوباء تقليل الغذاء، وإخراج الفضلات من الرطوبات من البدن. والميل إلى التدبير اللطيف، والاجتناب من الرياضة، والحمام، لئلا تنبعث الفضلات


(١) أخرجه الشيخان انظر صحيح البخاري (ج ١٠ ص ١٥٠، ١٥٣)، وصحيح مسلم (٢٢١٨).
(٢) لم نقف عليه، وأخرج نحوه الشيخان، انظر صحيح البخاري (١٠/ ١٥٣، ١٥٦).
(٣) وانظر نحو، في صحيح مسلم (٢٢١٩) والحديث أخرجة الحاكم وصححه وانظر تفسير المنار: محمد رشيد رضا (ج ٨ ص ٣٦٤).
(٤) انظر المصدر السابق (٨/ ٣٦٤) في ما بعدها.
(٥) لم نقف عليه وانظر نيل الأوطار (ج ٤ ص ١٧) وما بعدها.

<<  <   >  >>