للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

من ذنبه" (١) وبعض العلماء يقول: بتساوي هذين الركنين في الفضل، ففضيلة القيام بقراءة القرآن. وفضيلة السجود بهيئة التذلل والخشوع، فذكر القيام أفضل من ذكر السجود، وهيئة السجود أفضل من هيئة القيام.

[فصل كيف كان الرسول - صلى الله عليه وسلم - يؤدي صلاته]

كان - صلى الله عليه وسلم - إذا فرغ من السجدة الأولى رفع رأسه وجلس بين السجدتين، مقدار سجوده ثم قال: "رب اغفر لي رب اغفر لي اللهم اغفر لي وارحمني واجبرني واهدني وارزقني" (٢) وأحيانًا كان يطول هذه الجلسة، حتى يظن أنه نسى ولم يكن يقوم بعد السجدة الثانية، ما لم يجلس على الأرض.

والفقهاء يسمون هذه جلسة الاستراحة وحملها بعضهم على السنة، وبعضهم على الحاجة، فلا تسن في حق من لم يحتج إليها، وكان إذا قام شرع في القراءة، من غير توقف، والسكتة التي فعلها في الركعة الأولى، لم يفعلها في سائر الركعات، وكان يصلى الثانية والثالثة والرابعة، كالأولى إلا في أربعة أشياء: السكتة، ودعاء الاستفتاح، وتكبيرة الإحرام وتطويل هذه الأربعة مختص بالركعة الأولى، وكان إذا جلس للتشهد، افترش رجله اليسرى فجلس عليها ونصب اليمني، ووضع يده علي فخذه الأيمن، وعقد


(١) متفق عليه رواه البخاري (ج ٤ ص ٢١٧، ٢١٨)، ومسلم برقم (٧٥٩)، وأورده النووي في رياض الصالحين (ص ٤٧٠).
(٢) رواه الأربعة إلا النسائي، واللفظ لأبي داود، وصححه الحاكم، انظر أبي داود في كتاب الصلاة، باب الدعاء بين السجدتين حديث رقم (٨٥٠ - ج ١ ص ٢٢٤)، والترمذي في أبواب الصلاة، باب ما يقول بين السجدتين حديث رقم (٢٨٤ - ج ٢ ص ٧٦) , وابن ماجه في كتاب الصلاة، باب ما يقول بين السجدتين حديث رقم (٨٩٨ - ج ١ ص ٢٩٠).

<<  <   >  >>