للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وفى بعض الأحيان كان يطول الاعتدال حتى تظن الجماعة أنه نسى، وكذا في السجود، فقد كان يطول في بعض الأحيان، حتى يظن المأموم أنه قد نسى هذا الذي ثبت من عادته في الركوع والسجود - صلى الله عليه وسلم -، وحديث البراء بن عازب قال: كان ركوعه وسجوده بين السجدتين، وإذا رفع رأسه من الركوع، ما خلا القيام، والقعود قريبًا من السواء.

صريح في التسوية بين قيام القراءة، وقعود التشهد في الطول، وبين سائر الأركان في الطول والقصر، وليس المراد القيام بعد الركوع. وتخفيف هذين الركنين - أعني الاعتدال والجلسة بين السجدتين - وتقصيرهما من محدثات بني أمية، ولم تكن من العادات النبوية بوجه من الوجوه، والله يقول الحق وهو يهدي السبيل.

[فصل سجود الرسول - صلى الله عليه وسلم - أثناء صلاته]

ك ان - صلى الله عليه وسلم - إذا هوى ساجدًا لم يرفع يديه، والذي ورد في بعض الأحاديث، أنه كان يرفع يديه، في كل خفض ورفع سهو (١). والرواية الصحيحة أنه كان يكبر في كل خفض ورفع، وكان يضع ركبتيه على الأرض، قبل يديه، ثم يضع يديه ثم جبهته وأنفه، علي ترتيب البدن.

وأما حديث أبي هريرة الذي رواه عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: "إذا سجد أحدكم فلا يبرك كما يبرك البعير وليضع يديه قبل ركبتيه" (٢) وهمٌ من بعض الرواة، لأن أول الحديث ينقض آخره، فإن البعير يضع يديه قبل ركبتيه، حال


(١) انظر البخاري ج (٢ ص ٢١٨)، ومسلم (ج ١ ص ٢٩٢) وأبي داود (ج ١ ص ١٩١ - ١٩٢) , والترمذي (ج ٢ ص ٣٥)، والنسائي (ج ٢ ص ١٢١ - ١٢٢) وموطأ الإمام مالك (ج ١ ص ٧٥).
(٢) أخرجه أبو داود في كتاب الصلاة، باب كيف يضع ركبتيه قبل يديه حديث رقم (٨٤٠ - ج ١ ص ٢٢٢)، والنسائي (ج ٢ ص ٢٠٧)، في كتاب الافتتاح، باب أول ما يصل إلى الأرض من الإنسان في سجوده. والترمذي بمعناه في أبواب الصلاة، باب ما جاء في وضع الركبتين قبل اليدين في السجود حديث رقم (٢٦٩ - ج ٢ ص ٥٧ - ٥٨).

<<  <   >  >>