للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[فصل في الركوب]

كان - صلى الله عليه وسلم - في بعض الأحيان يركب الفرس، وفي بعضها يركب البغل (١)، والحمار، وكان قد يركب الفرس عريانا بغير سرج. وقد يسوق، وفي الغالب كان يركب منفردا، وفي بعض الأحيان كان يردف على البعير أحدا، وربما أركب شخصا آخر بين يديه، فيصيرون ثلاثة على بعير، وربما أردف بعض أمهات المؤمنين.

وغالب مراكيبه - صلى الله عليه وسلم - الفرس، والبعير، وأما البغل فإنَّه كان قليلًا في بر العرب، أهدى له - صلى الله عليه وسلم - بغلة من الإسكندرية، وكان يركبها فقال بعض الصحابة: نحن أيضًا نقفز الحمير على الخيل لتنتج البغال، فقال: "إنما يفعل ذلك الذين لا يعلمون".

[فصل في ممتلكات النبي - صلى الله عليه وسلم -]

كان للنبي - صلى الله عليه وسلم - قطيع من الغنم، وكان لا يحب أن يزيد على مائة فإن زاد شيء ذبح بدله، وكان له جوار وغلمان، وكان العتقاء من تلك الجملة ينيفون على الأرقاء، وأكثر مواليه وعتقائه، الغلمان لا الإماء، وقال: "أيّما امرئ أعتق امرءا مسلما كان فكاكه من النار يجزى كل عضو منه عضوا منه" (٢)، "وأيما امرئ مسلم أعتق امرأتين مسلمتين كانتا فكاكه من النار يجزي كل عضوين منهما عضوا منه" (٣) وهذا حديث صحيح، ودليل على أن عتق الغلام أفضل من عتق الأمة، وأن عتق الغلام يعدل عتق أمتين.


(١) انظر: كتاب أخلاق النبي - صلى الله عليه وسلم - وآدابه (ص ١٦١).
(٢) أخرجه البخاري في كتاب العتق باب ما جاء في العتق وفضله، حديث (٢٥١٧ ج ٥ ص ١٤٦) , ومسلم في كتاب العتق، باب فضل العتق حديث رقم (١٥٠٩) حديث الكتاب (٢٤ ج ٢/ ١١٤٨، ج ٤ ص ١١٤).
(٣) أخرجه الترمذي في كتاب النذور والإيمان باب ما جاء في فضل من أعتق، حديث رقم (١٥٤٧ ج ٤ ص ١٧٧ - ١١٨)، وانظر سبل السلام (ج ٤ ص ٢٦٨).

<<  <   >  >>