للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[فصل في علاج الصداع]

وإذا حدث برأسه - صلى الله عليه وسلم - صداع، وضع عليها الحناء. ويقول: "هذا ينفع الصداع" وفي سنن ابن ماجه: "أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان إذا أصابه صداع غلف رأسه بالحناء". ويقول: "إنه نافع بإذن الله من الصداع" (١) والمراد به نوع من الصداع وهو ما لم يكن ماديا، بل كان ملتهبا بحرارة الشمس، والحناء لهذا النوع نافع سيما إذا دق ولت بالخل، وضمد به الجبهة.

وثبت في سنن أبي داود "أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ما شكا إليه وجعا في رأسه إلا قال له: "اختضب بالحناء" (٢) وفي الترمذي عن أم نافع قالت: لا تصيب النبي - صلى الله عليه وسلم - قرحة، ولا شوكة، إلا وضع عليه الحناء.

[فصل قول النبي في طعام المريض وشرابه]

كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول: "لا تكرهوا مرضاكم على الطعام والشراب، فإن الله تعالى يطعمهم ويسقيهم" (٣) رواه الترمذي في جامعة وابن ماجه عن عقبة بن عامر الجهنى رضي الله عنه يرفعه، وحكمته ظاهرة، لأن طبيعة المريض مشغولة بإنضاج المادة وإخراجها.

وإذا أكره المريض على الطعام والشراب، تعجز الطبيعة عن فعلها وتشتغل بهضم الطعام والشراب، ولا تنضج المادة أصلا، بل يبقى شيء غير نضج، ويشتد المرض، ولا ينبغي أن يعانى على قوة المرض إلا أجزاء لطيفة من الأشربة والأغذية، يحصل بها القوة للمريض، ولا تشتغل الطبيعة بإنضاجها كالأشربة اللطيفة وأمراق الفراريج، وإنعاش القوة الغريزية، بشم العطر واستماع الأخبار الفرحة.


(١) أخرج نحوه البيهقي في السنن الكبرى (٧/ ٣١١)، وفيض القدير (٥/ ٢٤٤)، ونيل الأوطار (٨/ ٢٠٩).
(٢) انظر مسند أحمد (٤/ ٧٠، ٥/ ٣٨١، ٦/ ٤٣٧) ومجمع الزوائد (٥/ ١٧١).
(٣) أخرجه الترمذي في سننه، وابن ماجه في باب عيادة المريض عن عقبة بن عامر الجهني.

<<  <   >  >>