الرديئة الكامنة في قعر البدن، ويجب عليه اختيار السكون، والراحة، والطمأنينة، ليسلم من هيجان الأخلاط، ولا شك أن الخروج من أرض الوباء، والسفر إلى أرض أخرى، إنما يتيسر بحركة شديدة وضرر ذلك ظاهر.
[فصل في الاستسقاء]
أمر - صلى الله عليه وسلم - في علاجه بشرب ألبان الإبل وأبوالها. ورد المدينة رهط من قبيلة عكل، فلم يوافقهم ماء الهدينة وهواؤها، فاستسقوا، فجاؤا إلى الرسول - صلى الله عليه وسلم - وقالوا: إنا استوخمنا المدينة، فعظمت بطوننا، وارتشهت أعضاؤنا. فقال "لو خرجتم إلى إبل الصدقة، فشربتم من أبوالها وألبانها" ففعلوا.
فلما صحوا عمدوا إلى الرعاة فقتلوهم، واستاقوا الإبل، وحاربوا الله ورسوله، فبعث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في آثارهم، فأخذوا، فقطع أيديهم، وأرجلهم، وسمل أعينهم، وألقاهم في الشمس حتى ماتوا، والمحققون من الأطباء مطبقون على أن لبن اللقاح وبول الجمال، من الأدوية المعتبرة في هذا المرض. والله أعلم.
[فصل في علاج الجراحات]
أمر - صلى الله عليه وسلم - في علاج الجراحات، برماد من حصير محروق لما جرح وجهه المبارك في يوم أحد، وكانت فاطمة رضي الله عنها تغسل، وأمير المؤمنين علي رضي الله عنه يصب الماء عليها، وحيث لم ينقطع، أخذت فاطمة قطعة من حصير فأحرقتها حتى صارت رمادا، ووضعت ذلك الرماد على الجراح فانقطع الدم من ساعته، وكانت الحصير من البردى، وفي تلك البلاد غال حصرهم من البردى، ولرماده قوة تامة في قبض الدم.