للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقال داود الظاهري: لا يسجد للسهو إلا في هذه المواطن الخمس التي سجد فيها رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ولو سها في غيرها لا يسجد للسهو، ولم يعرض له - صلى الله عليه وسلم - الشك في الصلاة ولكن قال: "من شك فليبن علي اليقين، ولا يعتبر الشك ويسجد للسهو قبل السلام" (١).

وقال الإمام أبو حنيفة إن كان له ظن بنى على غالب ظنه، وإن لم يكن له ظن بني علي اليقين، وقال الإمام الشافعي، والإمام أحمد: يبني علي اليقين مطلقا.

[فصل الرسول وعيونه أثناء صلاته]

ك ان النبي صلي الله عليه وسلم يفتح عينه المباركة في الصلاة، ولم يكن يغمضها كما يفعله بعض المتعبدين، وفي حديث أنس الذي أتي به البخاري في صحيحه: أن عائشة رضي الله عنها كان لها ستر سترت به جانب البيت فقال: "بعدوا هذا الستر فإن تصاويره تعارضني" وروي في حديث عائشة أنه صلى الله عليه وسلم لبس ثوبا معلما، وكان ينظر إلى أعلامه في الصلاة، فلما فرغ قال: "اذهبوا بثوبي هذا لأبي جهم وائتونى بالكساء الأنبجانى (٢) الذي له فإن أعلام هذا شغلت خاطرى في الصلاة" (٣).


(١) رواه مسلم بنحوه في كتاب المساجد باب السهو في الصلاة والسجود له حديث رقم (٥٧١ - ج ١ ص ٤٠٠)، وأبو داود في كتاب الصلاة، باب إذا صلى خمسًا حديث رقم (١٠٢٤ - ١٠٢٦ - ١٠٢٩ - ج ١ ص ٢٦٩ - ٢٧٠)، والترمذي في أبواب الصلاة، حديث رقم (٣٩٦ - ج ٢ ص ٢٤٣ - ٢٤٤)، والنسائي (ج ٣ ص ٢٧)، وموارد الظمآن في كتاب الجماعة، باب سجود السهو حديث رقم (٥٣٦ - ص ١٤٢).
(٢) قال ابن الأثير: الإنبجانى - بكسر الباء: المحفوظ. ويروى بفتحها. منسوب إلى منبج المدينة المعروفة وهي مكسورة الباء. ففتحت في النسب وأبدلت الميم همزة، إذا نون وانظر: النهاية في غريب الحديث لابن الأثير.
(٣) لم نجده.

<<  <   >  >>