أمر في حفظ الصحة باستعمال الطيب، كثيرًا ما كان يستعمله، وكان له ظرف خاص بالعطر والطيب منه يستعمل الطيب، وما رد طيبًا قط وقال:"من عرض عليه شيء من الرياحين، فلا يرده لأنه طيب ولا مؤتة فيه"(١) يعني من جهة المنة، ولا من جهة الثقل والحمل.
وفي مسند البزار أنه - صلى الله عليه وسلم - قال:"إن الله طيب يحب الطيب، نظيف يحب النظافة، كريم يحب الكرم، جواد يحب الجود. فنظفوا أفنائكم، وساحاتكم، ولا تشبهوا اليهود يجمعون أبناءهم في دورهم، الكباء" - الأرواث والزبالة - وثبت أنه قال:"إن لله حقًّا على كل مسلم أن يغتسل في كل سبعة أيام وإن كان له طيب أن يمس منه"(٢).
[فصل في مسكن ومنزل الرسول]
لم يكن له - صلى الله عليه وسلم - ولا لأصحابه إلتفات إلى المسكن والمنزل لأنهم يعلمون أنهم على ظهر سفر، لا جرم أنهم اكتفوا بقدر الحاجة مما يدفع الحر والبرد، ويمنع ولوج الدواب والبهائم، ويحصل به ستر من عيون بنى آدم، وأما الزخرفة والتعلية والوسعة فلم تكن أصلا.