أجازوا أن يكتب آيات من القرآن، ويشربها المعيون: قال مجاهد: لا بأس أن يكتب القرآن ويغسله، ويسقيه لمريض.
وروى أن امرأة أصابها المخاض مدة فأمر ابن عباس بكتابة آيتين، من القرآن فكتبتا، وغسلتا، وشربت المرأة الماء.
ومن رقى العين، روى عن أبي عبدالله الباجي، أنه قال: كنت في بعض الأسفار على جمل جيد، وكان في القافلة شخص معروف أنه إذا نظر إلى شيء واستحسنه تلف، فقيل، لأبي عبد الله ذلك فقال: ليس له قدرة على جملي، فبلغ كلامه إلى العائن، فارتقب أبا عبد الله عند المنزل، ثم جاء فنظر إلى البعير، فاضطرب وسقط كما تسقط النخلة إذا اقتلعت من جدرها.
فلما جاء أبو عبد الله أخبر بذلك، فقال سيروا إليه فلما رآه قال:(بسم الله حبس حابس، وحجر يابس، وشهاب قابس، رددت عين العائن عليه، وعلى أحب الناس إليه، فارجع البصر هل ترى من فطور، ثم ارجع البصر كرتين ينقلب إليك البصر خاسئًا وهو حسير) فخرجت حدقة العائن، وقامت الناقة لا بأس بها.
[فصل الذي يقوله الرسول في معالجته المرضى]
عالج - صلى الله عليه وسلم - جميع الأمراض، والآلام، بهذا الدعاء. وهو الذي قال أبو الدرداء: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول:"من اشتكى منكم شيئا فليقل ربنا الله الذي في السماء، تقدس اسمك، أمرك في السماء والأرض، كما رحمتك في السماء، فاجعل رحمتك في الأرض، واغفر لنا حوبنا وخطايانا، أنت رب الطيبين، أنزل رحمة من عندك، وشفاء من شفائك، على هذا الوجع فيبرأ بإذن الله"(١).
(١) انظر سنن أبي داود (٣١٠٦) والترمذي (٢٠٨٤) بنحوه، والمستدرك للحاكم (ج ١ ص ٣٤٢) وما بعدها، وصحيح البخاري (١٠/ ١٧٦) وما بعدها، وصحيح مسلم (٢١٩١).