للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وثبت في صحيح مسلم: أن جبريل جاء إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو وجع، فقال: يا محمد اشتكيت؟ : فقال نعم قال: "بسم الله أرقيك من كل داء يؤذيك. ومن نفس وعين. بسم الله أرقيك والله يشفيك (١) " والذي رويناه: "لا رقية إلا في عين أو حمة" (٢).

المراد أنه لا رقية أولى وأنفع منها في ذلك. وأكبر الرقى فاتحة الكتاب. والنبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "خير الدواء القرآن" (٣) وهي مشتملة على معانيه.

وفي صحيح مسلم، عن أبي سعيد الخدرى قال: "انطلق نفر من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في سفرة سافروها، حتى نزلوا على حى من أحياء العرب فاستضافوهم فأبوا أن يضيفوهم، فلدغ سيد ذلك الحى، فسعوا له بكل شيء فلم ينفعه، فقال بعضهم: لو أتيتم هؤلاء الرهط الذين نزلوا لعل أن يكون عندهم بعض شيء. فأتوهم فقالوا: يا أيها الرهط إن سيدنا لدغ. وسعينا له بكل شيء فلم ينفعه. فهل عند أحدكم من شيء؟ فقال بعضهم. أى والله إنى لأرقى. ولكن والله لقد استضفناكم فلم تضيفونا، فما أنا براق لكم حتى تجعلوا لنا جعلا فصالحوهم على قطيع من الغنم، فانطلق يتفل عليه، ويقرأ "الحمد لله رب العالمين" فكأنما نشط من عقال، قال فانطلق يمشى، وما به قلبة، فأوفوهم جعلهم الذي صالحوهم عليه" (٤) هذا لفظ البخاري.

وقال بعضهم: اقتسموا، فقال الذي رقى: لا تفعلوا حتى نأتى النبي - صلى الله عليه وسلم - فنذكر الذي كان فيه فننظر الذي يأمرنا به، فقدموا على النبي - صلى الله عليه وسلم -، فذكروا له


(١) أخرجه مسلم في صحيحه بلفظه حديث رقم (٢١٨٦)، وذكره النووي في رياض الصالحين (ص ٣٨٩) حديث رقم (٨/ ٩٠٨).
(٢) أخرجه أحمد في مسنده، ومسلم في صحيحه، والترمذي في سننه؛ وابن ماجة في سننه، وأورد الشوكاني في نيل الأوطار (ج ٨ ص ٢١١).
(٣) انظر نيل الأوطار (ج ٨ ص ٢١٥).
(٤) أخرجه البخاري في صحيحه.

<<  <   >  >>