للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ذلك. فقال: "وما يدريك أنه رقية ثم قال: "قد أصبتم اقسموا واضربوا لي معكم سهما" (١). وأما في لدغ العقرب، ففى مسند أبى بكر بن أبى شيبة مروى عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: "كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يصلى إذ سجد فلدغته عقرب في إصبعه المباركة فلما خرج من الصلاة. قال: "لعن الله العقرب ما تدع نبيا، ولا غيره" ثم طلب ظرف ماء وملحا ووضع إصبعه في الماء والملح، وقرأ سورة الإخلاص، والمعوذتين؛ ولم يزل يكررهن حتى زال الألم" (٢).

وفي سنن أبى داود، عن الشفاء بنت عبد الله أنها قالت: "دخل علي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأنا عند حفصة فقال: ألا تعلمين هذه رقية النملة كما علمتها الكتابة" (٣) والنملة جراح تظهر على الجنب، تؤلم ألما شديدًا يحس المريض منها حركة النملة، وكانت الشفاء بنت عبد الله دائما بمكة ترقى هذا المرض، فلما هاجرت أتت النبي - صلى الله عليه وسلم -، وقالت: يا رسول الله كنت في الجاهلية أرقى من النملة، وأريد أن أعرض ذلك عليك، ثم قال: "بسم الله صلت حتى يعوذ من أفواهنا، ولا تضر أحدا. اللهم اكشف البأس رب الناس" (٤).

يقرأ هذا الدعاء على خشبة، ثم تحك على حجر بخل حادق، ويطلى به الجراح.

وأما في سائر الجراحات والقروح، فقد روت عائشة: "كان رسول الله إذا اشتكى الإنسان، أو كانت به قرحة، أو جرح، قال بأصبعه هكذا ووضع سفيان سبابته بالأرض، ثم رفعها ثم قال: "بسم الله تربة أرضنا بريقة بعضنا، يشفى سقيمنا بإذن ربنا" (٥).


(١) أخرجه البخاري في صحيحه.
(٢) أخرج الشيخان نحوه، وأورده الشوكاني في نيل الأوطار (ج ٨ ص ٢١٢).
(٣) أخرجه أحمد في مسنده، وأبو داود في سننه، وأورده الشوكاني في نيل الأوطار (ج ٨ ص ٢١١، وقال الشوكاني: وهو دليل على جواز تعلم النساء الكتابة.
(٤) أخرجه مسلم بنحوه، وأبو داود في سننه، انظر نيل الأوطار (ج ٨ ص ٢١٢).
(٥) متفق عليه، أخرجه البخاري (ج ١٠ ص ١٧٦، ١٧٧)، ومسلم برقم (٢١٩٤)، وانظر رياض الصالحين (ص ٣٨٨).

<<  <   >  >>