للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ولما صلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الصبح، تجاه الكعبة قرأ في الصلاة سورة (ق والطور)، ثم توجه إلى المدينة، ولما وصل إلى منزل الروحاء، ليلة الجمعة، رأى جمعا، فسلم عليهم، وسألهم عن شأنهم، فقالوا: نحن مسلمون. فمن أنت؟ قال: أنا رسول الله، فجاءت امرأة وقدمت طفلا، وقالت: أيصح حج هذا الطفل؟ قال: "نعم وتثابين أيضا" (١).

ولما بلغ إلى ذي الحليفة نزل بها، وبات فلما أصبح سار، ولما شاهد المدينة، كبر ثلاثا، ثم قال: "لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير، آيبون، تائبون، عابدون، ساجدون لربنا حامدون، صدق الله وعده، ونصر عبده، وهزم الأحزاب وحده" ثم دخل المدينة (٢).

[فصل بيان الرسول - صلى الله عليه وسلم - للذبائح]

اعلم أن الذبائح التي تحصل بها القربة، ثلاثة أنواع: أحدها: الهدي، الثاني: الأضحية، الثالث: العقيقة، والنبي - صلى الله عليه وسلم - كان يرسل الهدي: الغنم، والإبل.

وكان يهدي عن أمهات المؤمنين البقر، ولما حج ساق الهدى معه، ولما اعتمر أيضا ساق معه الهدى، وكان إذا قام في بعض الأعوام أرسل الهدى مع من يذهب إلى مكة.

ولم يكن في حالة إرسال الهدى يحرم عليه شيء. وكان من عادته إذا أهدى غنما أن يقلدها، وإذا أهدى إبلا قلدها وأشعرها، وقد تقدم بيان ذلك، كان إذا أرسل الهدى على يد أحد، أمره إذا أشرف شيء على الهلاك


(١) أخرجه مسلم في صحيحه برقم (١٣٣٦).
(٢) أخرجه مسلم في صحيحه برقم (٢٣٤٥) وذكره النووي في رياض الصالحين (ص ٤١٨).

<<  <   >  >>