للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[فصل المعالجة بالأدوية الروحانية الربانية والأدوية المركبة منها ومن الطبيعة]

كان - صلى الله عليه وسلم - يقول: "العين حق، ولو كان شيء سابق القدر لسبقته العين وإذا استغسلتم فاغسلوا" (١) ورخص في رقية العين، والحمة، والنملة.

روى مالك "أن عامر بن ربيعة، رأى سهل بن حنيف يغتسل فتأمل في حسن بدنه، وقال: والله ما رأيت مثل هذا، ولا جلد مخدرة، فلبط (٢) سهل لحينه".

وبلغ خبره رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فغضب على عامر، فدعا عامرا، فتغلظ عليه. وقال: "علام يقتل أحدكم أخاه ألا بركت اغتسل له" فغسل عامر وجهه، ويديه، ومرفقيه، وركبتيه، وأطراف رجليه، وداخلة إزاره في قدح. ثم صعب عليه فراح مع الناس ليس به بأس" (٣) قوله: ألا بركت، يعني: لم لا قلت بارك الله فيه.

وكيفية الغسل بينها الزهرى فقال: يؤمر العائن أن يدخل يده في قدح ماء، ويخرج منه كفا، فيتمضمض به. ثم يصبه في القدح. ويغسل وجهه في القدح، ثم يدخل يده اليسرى، ثم يغسل إزاره.

وفي داخل إزاره قولان:


(١) أخرجه مسلم في صحيحه (ج ٣ ص ١٧١٩) عن ابن عباس رضي الله عنهما بلفظه، وروى البخاري وأصحاب السنن عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يعوذ الحسن والحسين يقول: "أعيذكما بكلمات الله التامة من كل شيطان وهامة ومن كل عين لامة" وانظر، زاد المسير لابن الجوزي (ج ٨ ص ٣٤٣ ح ٣٤)، وتفسير القرطبى (ج ٨ ص ٢٥٦)، والبحر المحيط (٨/ ٣١٧)، والكشاف (ج ٤ ص ١٣٢ - ١٤٥).
(٢) لبط فلان بفلان الأرض، بلبط لبطا، مثل لبج به، ضربها به، وقيل صرعه صرعا عنيفا ولبط بفلان إذا صرع من عين أو حمى، ابن منظور لسان العرب (ج ٣ ص ٣٣٦).
(٣) أخرجه أحمد في مسنده وأورده مطولا الشوكاني في نيل الأوطار (ج ٨ ص ٢١٥).

<<  <   >  >>