للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وكانت عائشة - رضي الله عنها - تقول: لا اعتكاف إلا بصوم، واعتكف في جميع الرمضانات في العشر الأواخر (١)، ولم يفته إلا رمضان واحد قضى اعتكافه في شوال، واعتكف مرة في العشر الأول، ومرة في العشر الأوسط، ومرة في العشر الأخير.

ولما علم أن ليلة القدر في ذا العشر، واظب اعتكافه، إلى آخر الحال، وكان إِذا قصد الاعتكاف، صلى الصبح ودخل معتكفه، وهو خيمة كانت تنصب له في المسجد ليختلى فيها، وكان لا يأتى إلا لقضاء الحاجة (٢). وكان في بعض الأحيان يخرج رأسه من المسجد إلى حجرة عائشة - رضي الله عنها - لترجل له رأسه (٣) وتغسله.

ومن أراد من أمهات المؤمنين زيارته - صلى الله عليه وسلم - في حال الاعتكاف جاءت إليه وعند قيامها للرجوع كان يقوم معها، ويعانقها ويقبلها. وهذا المجموع كان في الليل، وكان لا يباشر في مدة الاعتكاف، وكان إذا أراد الاعتكاف يوضع له سرير في معتكفه. ويفرش له عليه.

وكان إذا دخل منزله لقضاء الحاجة، لا يشتغل بأحد، وكان يمر في بعض الأحيان على المريض من أهل بيته، فلا يقف عنده ولا يسأل عن حاله، وكان يعتكف في كل عام عشر أيام، وفي العام الأخير اعتكف عشرين يوما (٤). وكان يعرض القرآن على جبريل في كل عام مرة، وفي العام الأخير عرضه مرتين. وبالله تعالى التوفيق.


(١) متفق عليه رواه البخاري في كتاب الاعتكاف باب الاعتكاف في العشر الأواخر حديث رقم (٢٠٢٦ - ج ٤ ص ٢٧١)، ومسلم في كتاب الاعتكاف باب اعتكاف العشر الأواخر من رمضان حديث رقم (١١٧٢) حديث الباب رقم (٥ - ج ٢ ص ٨٣١)، وأبو داود برقم (٢٤٦٢ - ج ٢ ص ٣٣١)، والترمذي (٣/ ١٥٧)، والنسائي (٢٦ ص ٤٤).
(٢) متفق عليه انظر صحيح البخاري (ص ٢٧٣ حديث رقم (٢٠٢٩)، ومسلم (ج ١ ص ٢٤٤) برقم (٧٩٧).
(٣) متفق عليه انظر نفس المصدرين السابقين.
(٤) أخرجه البخاري في صحيحه (ج ٤ ص ٢٤٥).

<<  <   >  >>