للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الكرام، كما ورد في حديث أبى هريرة، وقصة شرب اللبن، وقوله - صلى الله عليه وسلم -: "اشرب فشرب، فقال: اشرب فشرب، فقال: اشرب فشرب، ولم يزل يكرر حتى قال: لا والذي بعثك بالحق نبيا لا أجد له مسلكا" (١).

وكان - صلى الله عليه وسلم -: إذا أكل طعام قوم دعا لهم، فقال: اللهم بارك لهم فيما رزقتهم، واغفر لهم وارحهمهم" وفي بعض الأحيان كان يقول: "أفطر عندكم الصائمون، وأكل طعامكم الأبرار، وصلت عليكم الملائكة" (٢) وصنع أبو الهيثم بن التيهان طعاما فدعا النبي - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه، فلما فرغوا قال: "أثيبوا أخاكم" قالوا يا رسول الله وما إثابته؟ . قال: "إن الرجل إذا دخل بيته، وأكل طعامه، وشرب شرابه فدعوا له فذلك إثابته".

وكان - صلى الله عليه وسلم - يقول: "إذا أكلتم طعاما فأذيبوه بذكر الله عز وجل، والصلاة ولا تناموا عليه، فتقسوا به قلوبكم" (٣) وأخذ - صلى الله عليه وسلم - ببد مجزوم، فوضعها معه في القصعة. فقال "كل بسم الله، ثقة بالله، وتوكل على الله" (٤) وثبت أنه قال: "فر من المجزوم كما تفر من الأسد" (٥). والتطبيق بينهما ظاهر، وكان يأمر بالأكل باليمين وينهى عن الأكل بالشمال، لأن الشيطان يأكل ويشرب بشماله وشكوا إليه فقالوا: إنا نأكل ولا نشبع قال: "فلعلكم تفرقون؟ " قالوا نعم. قال: "فاجتمعوا على طعامكم، واذكروا اسم الله عليه، يبارك لكم فيه" (٦).


(١) انظر صحيح مسلم (٢٠٢٦).
(٢) أخرجه أبو داود (٣٨٥٤) وإسناده صحيح، وصححه ابن حبان (١٣٥٣) من حديث عبد الله بن الزبير.
(٣) لم نجده فيما وقع لنا من مراجع.
(٤) لم نجده فيما تحت أيدينا من مراجع.
(٥) أخرجه البخاري في الطب (٢/ ٢٦٤) وفي أوله "لا عدوى ولا طيرة ولا هامة ولا صفر" وأخرج ابن خزيمة في كتاب التوكل له شاهدا من حديث عائشة "لا عدوى وإذا رأيت المجذوم ففر منه كما تفر من الأسد" فتح الباري (١٢/ ٢٦٥)، وأخرجه بلفظ أبو الشيخ الأصبهانى في كتاب الأمثال (ص ٦٨ برقم ١٦٣).
(٦) أخرجه أبو داود (٣٧٦٤)، وأحمد في مسنده (٣/ ٥٠١)، وابن ماجه (٣٢٨٦)، وابن حبان (١٣٤٥)، والحاكم (٢/ ١٠٣) وسنده ضعيف، والحديث حسن لأن له شواهد في معناها. انظرها في الترغيب والترهيب للحفاظ المنذري (ج ٣ ص ١١٥ و ١٢١)، وذكره النووى في رياض الصالحين (ص ٣٤٢).

<<  <   >  >>