للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وفي سنن أبي داود "إذا عطس أحدكم فليقل الحمد لله على كل حال، وليقل أخوه أو صاحبه يرحمك الله، ويقول هو: يهديكم الله ويصلح بالكم".

وظاهر الأحاديث يدل على أن التشميت فرض، على كل من سمع حمد العاطس، وأن تشميت الواحد لا يجزى عن الباقين، وهذا قول جماعة، من أكابر العلماء وهو ظاهر.

وهذا الشعار مهجور في بلاد الهند إلى الغاية والنهاية، ولا يأتى بها إلا خواص من الصلحاء، ومن قصد متابعة السنة النبوية.

وأما عامة الخلق فإنهم لا يعرفون هذا المعروف ولا يعلمونه.

ونسأل الله السلامة، وفي سنن أبي داود، "عطس رجل من القوم عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: "السلام عليكم. فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: وعليك وعلى أمك" ثم قال: "إذا عطس أحدكم فليحمد الله، وليقل له من عنده يرحمك الله، وليرد - يعني عليك - يغفر الله لنا ولكم" (١).

وقوله في الجواب عليك، وعلى أمك، إشارتان:

إحداهما: أن سلامك في هذا المحل لغير موقع كما لو سلم على أمك.

والثانية: تذكيره أن هذا من أدب الأميين، ومن أدب أناس حرموا تربية الرجال، ونشأوا في حجر الأمهات، وتشريع الحمد في وقت العطاس لأن العطسة نعمة، وحصول منفعة، إذ بها تخرج البخارات المختنقة من الدماغ، وبقاؤها يورث أمراضا وأوجاعا.


(١) أخرجه أبو داود في سننه حديث رقم (٥٠٣٨)، والترمذي (٢٧٤٠).

<<  <   >  >>