للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ويستنثر باليسرى ويمسح جميع رأسه مرّة لا يكرر. وروى التكرار في حديث لكنه ضعيف.

وحيثما اقتصر على مسح بعض الرأس أتم على العمامة، ولم يترك المضمضة والاستنشاق أبدًا، ولم يرو أحد عنه ذلك أبدًا. وكان يتوضأ مرتبًا متواليا، ولم يخل بالترتيب والتوالي أبدًا. وكان يمسح جميع رأسه أحيانًا، وأحيانا يمسح على العمامة، وأحيانًا يمسح على الناصية (١) والعمامة.

ولم يقتصر على مسح بعض الرأس أبدًا، وكان يمسح الأذن ظاهرًا وباطنًا، ولم يثبت في مسح الرقبة حديث، وحيث لم يكن في رجله خف غسل وإلا مسح والأحاديث الواردة في أذكار الوضوء لم يصح منها شيء، والذي صح أنه كان يقول في أول الوضوء: "بسم الله! وفى آخر: "أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله" (٢) "اللهم اجعلني من التوابين واجعلني من المتطهرين (٣) سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت استغفرك وأتوب إليك" (٤).

قال أبو موسى الأشعري: جئت بماء الوضوء لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - فتوضأ وسمعته يقول: "اللهم اغفر لي ذنبي ووسع لي في داري وبارك لي في رزقي" (٥) قال: قلت: يا رسول الله سمعتك تدعو بكذا وكذا قال: "وهل تركت مني شيء؟ ". ولم يكن ينشف أعضاءه بعد الوضوء بمنديل، ولا منشفة. وإن أحضروا له شيئا من ذلك أبعده. والحديث المروى عن عائشة


(١) أخرجه مسلم في صحيحه عن المغيرة بن شعبة - رضي الله عنه -: "أن النبي - صلى الله عليه وسلم - توضأ فمسح ناصيته، وعلى العمامة والخفين". أخرجه مسلم في صحيحه في كتاب الطهارة باب رقم (٢٣) حديث رقم (٢٧٥) (١/ ٢٣١).
(٢) أخرجه مسلم في صحيحه برقم (٢٣٤)، وأورده الترمذي في رياض الصالحين (ص ٤٣١ برقم ٩/ ١٠٣٢).
(٣) أخرج هذه الزيادة الإمام الترمذي في سننه برقم (٥٥) وزيادة الترمذي حسنه، وانظر رياض الصالحين (٤٣١) ورواه ابن ماجة في حديث أنس وابن السني في عمل اليوم والليلة وغيرهما.
(٤) أخرج هذا الحديث الإمام الحاكم في المستدرك من حديث أبي سعيد بزيادة في آخره. لم يذكرها المصنف. وصحح النسائي أنه موقوف. وانظر سبل السلام (ج ١ ص ١١٧).
(٥) لم أقف عليه. قال النووي: الأدعية أثناء الوضوء لا أصل لها ولم يذكرها المتقدمون.

<<  <   >  >>