للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الحروف، ثم يقول بعد ذلك: "رب الملائكة والروح".

وكان يقرأ بالترتيل، ويقف في آخر كل آية البتة وإن تعلقت بما بعدها وبعض القراء يقول: الوقف على مكان انتهاء الكلام، وانفصاله، أولى وأفضل. وهذا القول غير مستحسن لأن متابعة الرسول - صلى الله عليه وسلم -، في كل حال، أكمل وأفضل.

وللعلماء اختلاف في أفضلية القراءة المرتلة، مع القلة على القراءة الكثيرة، مع السرعة، قال ابن عباس، وابن مسعود: الترتيل والتدبر مع قلة القراءة أفضل، وقال أمير المؤمنين علي, وجماعة من الصحابة والتابعين، والإمام الشافعي: كثرة القراءة أفضل لأنّ بكل حرف عشر حسنات.

وقال النبي - صلى الله عليه وسلم - "ولا أقول ألم حرف، ولكن ألف حرف، ولام حرف، وميم حرف" (١).

وقال بعض المتأخرين: ثواب القراءة بالترتيل، والتدبر أكبر وأحسن، وثواب كثيرة القراءة أزيد وأكثر، مثال ذلك شخص تصدق بجوهرة ثمينة، ومثال شخص تصدق بلآلئ صغار، أو بدراهم ودنانير كثيرة، وما أشبه ذلك.

وكان يسر في قراءة الليل أحيانا، ويجهر أحيانا، ويطيل القيام أحيانا، ويخفف أحيانا.


(١) رواه الترمذي وقال: حديث حسن صحيح. برقم (٢٩١٢)، وأورده النووي. في رياض الصالحين عن ابن مسعود برقم (٩/ ٩٩٩ ص ٤٢٠ - ٤٢١).

<<  <   >  >>