بحديثه؟ قال:"نعم إذا روى عنه الثقات، والذي أنكر عليه مالك إنما هو بسبب رأيه على أنه لم يثبت عنه من وجه قاطع أنه كان يرى ذلك وإنما كان يوافق في بعض المسائل فنسبوه إليهم".
وقد برأه أحمد والعجلي من ذلك فقال في كتاب "الثقات" له: عكرمة مولى بن عباس - رضي الله عنه - ما مكي تابعي ثقة برئ مما يرميه الناس به من الحرورية.
وقال ابن جرير:"لو كان كل من ادعى عليه مذهب من المذاهب الرديئة ثبت عليه ما ادعى به وسقطت عدالته وبطلت شهادته بذلك للزم ترك أكثر محدثي الأمصار لأنه ما منهم إلا وقد نسبه قوم إلى ما يرغب به عنه".
وأما قبوله لجوائز غير الأمراء فليس ذلك بمانع من قبول روايته وهذا الزهري قد كان في ذلك أشهر من عكرمة ومع ذلك فلم يترك أحد الرواية عنه بسبب ذلك.
وإذ فرغنا من الجواب عما طعن عليه به فلنذكر ثناء الناس عليه من أهل عصره وهلم جرا:
قال محمد بن فضيل عن عثمان بن حكيم: كنت جالسا مع أبي أمامة بن سهل بن حنيف إذ جاء عكرمة، فقال: يا أبا أمامة! أذكرك الله هل سمعت ابن عباس يقول: "ما حدثكم عني عكرمة فصدقوه فإنه لم يكذب علي"؟ فقال أبو أمامة: نعم. وهذا إسناد صحيح.
وقال يزيد النحوي عن عكرمة قال لي ابن عباس:"انطلق فأفت الناس".