للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ذلك، وأنهم يزيدون على مئة ألف) اهـ. ويروى أنه شهد معه حجة الوداع مئة ألف، وأربعة عشر ألفًا (١).

ولا شك أن أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان عددهم كثيرًا، لا سيما بعد أن دخلت قبائل الجزيزة العربية بعد الفتح في الإسلام.

ولكن كل ما تقدم من التحديد بأرقام معينة لا يمكن الجزم بشيء منه جزما قاطعًا، لأننا نعلم أنه لم يحص أحد أصحابَ النبي - صلى الله عليه وسلم - عند وفاته؛ ولأن هذا من الأمور الصعبة ذلك الوقت؛ بعد انتشار الإسلام. وظهوره، وتفرق أهله في البوادي، والحواضر ... ومن ذكر شيئًا من ذلك إما أن يكون قوله اجتهادًا منه لتقدير أعدادهم، وإمّا أن يكون مبلغ علمه - ونحو ذلك - وفوق كل ذي علم عليم (٢).

وهذا الحافظ ابن حجر - رحمه الله -، ما ذكر في كتابه الإصابة في تمييز الصحابة - وهو أوسع الكتب المصنفة في بابه - سوى خمسة عشر ألفًا، واثنين وخمسين صحابيًا، وصحابية - بالمكرر - (٣) مع كونه يذكر من توفي في حياته - صلى الله عليه وسلم -، ومن عاصره وهو مسلم ولم يره، والمختلف في صحبتهم، ومن مات النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو صغير، وغير ذلك ممن قد تثبت صحبته، أو لا (٤)!


(١) انظر: التدريب (٢/ ٢٢٠ - ٢٢١).
(٢) وانظر: ألفيه العراقي وشرحها فتح المغيث (٤/ ١٠٧ - ١١١).
(٣) حسب ترقيم الطبعة المغربية، نشر: دار إحياء التراث (بيروت).
(٤) وانظر: المعرفة لأبي نعيم (١/ ١٤٣ - ١٤٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>