كتاب الأحاديث الواردة في فضائل الصحابة

المبحث الثاني ما ورد في فضائل أهل الحجاز وأهل اليمن - المطلب الثاني: ما ورد في فضائل أهل اليمن وقبائلهم خصوصا - ج: 3 - ص: 440

الرحمن المقرئ في حديثه: (عن الحارث بن أبي ذئب)، وتقدم في حديث يحيى بن إسحاق: (عن الحارث بن أبي ذباب - إن شاء الله -)، وفي إسناديهما عبد الله بن لهيعة، ضعيف، ومدلس لم يصرح بالتحديث من الطريقين عنه - فيما أعلم -، واختلف عليه في اسم شيخ الحارث بن يزيد الحضرمي. والحارث بن أبي ذباب، والحارث بن أبي ذئب، لم أقف على ترجمة لأي منهما، ولم أر الحارث بن أبي ذباب في الكتب التي اهتمت بترجمة رواة مسند الإمام أحمد، ومنها: تعجيل المنفعة لابن حجر، فإنه لم يشر إليه إلا إذا كان يرى أنه متحرف عن: (الحارث خال ابن أبي ذئب)، فلم يترجمه باعتبار أنه من رجال تهذيب الكمال (١)، ومن منهجه في مثل هذا التنبيه والتوضيح، ولم أر مثل هذا له في هذا الراوي - والله أعلم -، والإسناد: ضعيف - كما تقدم -، وفي الطريق الأولى للحديث ما يغني عنه.

٥٤٥ - [١٦] عن عمرو بن عبسة السلمي - رضي الله عنه - قال: (صلَّى رسولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - علَى السُّكونِ (٢)،

---

(١) وفي هذا إشكال - أيضًا - من حيث أن جماعة من أهل العلم ذكروا أنه لم يرو عن الحارث بن عبد الرحمن إلا ابن أخته ابن أبي ذئب، والراوي عنه هنا: الحارث بن يزيد الحضرمي ... فيبدو أن كلًا من إسناد الإمام أحمد، وإسناد الطبراني فيهما إشكال لا يخفى، ولكن لا يُدرى ما سببه إلَّا إذا كان ابن لهيعة خلّط فيهما لسوء حفظه -، ولم يظهر لي فيهما شئ أجزم به إلى وقت كتابته، وفيهما بحث!
(٢) - بفتح السين المهملة، وضم الكاف، وفي آخرها النون - بطن من كندة. - انظر: الإنباه (ص/ ١١٥)، والأنساب (٣/ ٢٧٠)، وحاشية السندي على =