(٢) قال الذهبي في السير (١/ ١٤٠ - ١٤١) عقب ترجمته للعشرة المبشرين بالجنة: (فهذا ما تيسر من سيرة العشرة. وهم أفضل قريش، وأفضل السابقين المهاجرين، وأفضل البدريين، وأفضل أصحاب الشجرة، وسادة هذه الأمة في الدنيا والآخرة. فأبعد الله الرافضة، مما أغواهم، وأشد هواهم؟ كيف اعترفوا بفضل واحد منهم، وبخسوا التسعة حقهم، وافتروا عليهم بأنهم كتموا النص في على أنه الخليفة؟ فوالله ما جرى من ذلك شئ. وأنهم زوروا الأمر عنه بزعمهم، وخالفوا نبيهم؟ وبادروا إلى بيعة رجل من بني تيم يتجر ويتكسب، لا لرغبة في أمواله، ولا لرهبة من عشيرته، ورجاله. ويحك، أيفعل هذا من له مسكة عقل؟ ولو جاز هذا على واحد لما جاز على جماعة، ولو جاز وقرعه من جماعة لاستحال وقوعه والحالة هذه من ألوف من سادة المهاجرين، والأنصار، وفرسان الأمة، وأبطال الإسلام. لكن لا حيلة في برء الرفض؛ لإنه داء مزمن، والهدى نور يقذفه الله في قلب من يشاء، فلا قوة إلا بالله) اهـ.