للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٦١٠ - [٢] عن ابن عمر - رضى الله عنهما - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (بينمَا (١) أنَا علَى بئرٍ أنزعُ منهَا جاءَني أبو بكر، وعمر، فأخذَ أبو بكر الدَّلْوَ، فنزعَ ذنوبا (٢)، وذنوبينِ، وفي نزعه ضعفٌ - والله يغفرُ لهُ -، ثم أخذَهَا ابنُ الخطاب فلمْ أرَ عبقريًا (٣) منَ النَاسِ يفرِي فريَّهُ (٤) فنزعَ حتى ضربَ الناسَ بِعَطَن).


(١) الميم في قوله: (بينما) زائدة، تكف عن عمل ما دخلت معه، فارتفع ما بعدها على المبتدأ والخبر.
- انظر: رصف المباني للمالقي (ص/ ٣٨٢، ٣٨٤).
(٢) - بفتح الذال المعجمة، وبالنون، وآخره باء موحدة -: الدلو العظيمة. وقيل لا تسمى ذنوبا إلا إذا كان فيها ماء. والغرب أكبر منها. - انظر: غريب الحديث للخطابى (٢/ ٥١٩)، وشرح السنة (١٤/ ٨٩)، والفتح (٧/ ٤٧)، والنهاية (باب: الذال مع النون) ٢/ ١٧١.
(٣) بفتح المهملة، وسكون الموحدة، بعدها قاف مفتوحة، وراء مكسورة، وتحتانية ثقيلة - قال أبو عبيد في غريب الحديث (١/ ٨٧ - ٨٨): (قال الأصمعى: سألت أبا عمرو بن العلاء عن العبقري؟ فقال: يقال: هذا عبقري قوم، كقولك: هذا سيد قوم، وكبيرهم، وقويهم، ونحو هذا)، ثم قال أبو عبيد: (إنما أصله - فيما يقال -: إنه نسب إلى عبقر، وهى أرض يسكنها الجن، فصارت مثلا لكل منسوب إلى شيء رفيع).
- وانظر: المعلم للمازري (٣/ ١٤٠)، والنهاية (باب: العين مع الباء) ٣/ ١٧٣، والفتح (٧/ ٤٨).
(٤) يفري: - بفتح أوله، وسكون الفاء، وكسر الراء، وسكون التحتانية -. وفريه: بفتح الفاء وكسر الراء، وتشديد التحتانية المفتوحة، وروي بسكون الراء، وتخفيف الياء، وخطأ الخليل ما قبله - أي: يعمل عمله، ويقوي قوته، ويقطع كقطعه. والعرب تقول: (تركته يفري الفري) إذا عمل العمل فأجاد. وهذا إشارة - كما تقدم - إلى ما أكرم الله به عمر - رضي الله عنه - من امتداد مدة خلافته، ثم القيام فيها بإعزاز الإسلام، وتقوية أهله.

<<  <  ج: ص:  >  >>