للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وقد عقد الخطيب البغدادي - رحمه الله - في الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع (١) فصلًا في أدب إملاء فضائل الصحابة ومناقبهم، والنشر لمحاسن أعمالهم وسوابقهم، قال فيه: (إن الله - تعالى - اختار لنبيه أعوانا، جعلهم أفضل الخلق وأقواهم إيمانا، وشد بهم أزر الدين، وأظهر بهم كلمة المؤمنين، وأوجب لهم الثواب الجزيل، وألزم أهل الملة ذكرهم بالجميل. فخالفت الرافضة أمر الله فيهم، وعمدت لمحو مآثرهم ومساعيهم، وأظهرت البراءة منهم، وتدينت بالسب لهم، {يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ} (٢)، كما رام ذلك المتقدمون من أشباههم، {وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ} (٣)، {وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ} (٤). فلزم الناقلين للأخبار، والمتخصصين بحمل الآثار نشر مناقب الصحابة الكرام، وإظهار


= الفاسدة، فناصبوا أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - العداء، وأعرضوا عن محبتهم وموالاتهم، وأقبلوا على موالاة الشيطان، واستكانوا إلى ما يوحيه إليهم ... وقد روى مسلم في صحيحه (٤/ ٢٠٣١ - ٢٠٣٢) ورقمه / ٢٦٣٨ من طريقي أبي صالح السمان، ويزيد الأصم، كلاهما عن أبي هريرة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (الناس معادن كمعادن الفضة والذهب، خيارهم في الجاهلية خيارهم في الإسلام إذا فقهوا. والأرواح جنود مجندة، فما تعارف منها ائتلف، وما تناكر منها اختلف) - وهذا لفظ يزيد الأصم -.
(١) (٢/ ١١٧ - ١١٩).
(٢) من الآية الثامنة، من سورة: الصف.
(٣) من الآية الثامنة، من سورة الصف.
(٤) من الآية: (٢٢٧)، من سورة: الشعراء.

<<  <  ج: ص:  >  >>