للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وصعوبة مزاولته وإتقانه؛ لشدة مراسه، وصعوبة معتركه، ودقة ولطف مداركه، ونعم المشتغل والصنعة هو - والله حسبي، وهو نعم الوكيل -.

* عاشرًا: أن في دراسة، وتأمل الأحاديث الواردة في فضائل الصحابة - رضى الله عنهم -، والوقوف عليها وقوف مُعتَبِر، وتأملها تأمل مُتفكِر، وعقل دلالاتها حلاوةً تقتاتها الأرواح، وتتزكى بها الأنفس، ولها أثرها البالغ في زيادة الإيمان، والصبر على ما أمر الله به، أو نهى عنه، إخباتًا لله، ورجاءً لمغفرته. وفيها تنبيه وتذكير لذوى الغفلة، وشحذ لأهل الهمم المقتدين برسول الله - صلى الله عليه وسلم -، المتشبهين بهم، لإحياء سيرهم، واقتفاء آثارهم (١). وفيها طمأنينة للنفس، وخشوع في القلب، وزهد في الدنيا، ورغبة في الأخرى، وتشوّق إليهم، وإلى صحبتهم فيما وعدهم الله به من جنات تجري من تحتها الأنهار، لهم فيها نعيم مقيم، خالدين فيها أبدًا، إن الله عنده أجر عظيم.

وفيما أظن أنه لن يخلو من ترائها، ومتأمليها مطالع يخشع قلبه، ويقشعر جلده، وتترقرق دموعه، وتتحدر عبراته؛ لما تتركه في نفسه من مواعظ وعبر، وفي عقله من تأملات وخواطر، وفي إيمانه من زيادة يلحظها ويعرفها. فأصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قد مضوا على خير صيت، وأجل


(١) الصحابة - رضي الله عنهم - كانوا مقتدين بالرسول - صلى الله عليه وسلم -، مهتدين بهديه، وإنما كان خلقه - صلى الله عليه وسلم - القرآن، فالقرآن هو المتبوع على الحقيقة، وجاءت السنة مبينة له، فالمتبع للسنة متبع للقرآن، والصحابة كانوا أولى الناس بذلك. فكل من اقتدى بهم فهو من الفرقة الناجية، الداخلة للحنة بفضل الله. عن الشاطبى في الاعتصام (٢/ ٢٥٢)، بتصرف يسير.

<<  <  ج: ص:  >  >>