للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الموفق برحمته، وهو المعين - (١).


(١) نص جماعة من أهل العلم على كثرة الأحاديث الواردة في فضائل علي - رضي الله تعالى عنه -، ومنهم: الإمام أحمد، والآجري، وابن عساكر، وشيخ الإسلام، والذهبي، وقال: ( ... لكنها على ثلاثة أقسام: صحاح وحسان. وقسم ضعاف وواهيات - وفيها كثرة -. وقسم أباطيل وموضوعات - وهى كثيرة إلى الغاية، لعل بعضها ضلال وزندقة، قاتل الله من افتراها - ... وعلي - رضي الله عنه - سيد، كبير الشأن، قد أغناه الله - تعالى - عن أن تثبت مناقبه بالأكاذيب) اهـ. وقال ابن حجر: (قال أحمد، وإسماعيل القاضي، والنسائي، وأبو علي النيسابوري: لم يرد في حق أحد من الصحابة بالأسانيد الجياد أكثر مما جاء في علي) اهـ.
- انظر: المستدرك للحاكم (٣/ ١٠٧)، والشريعة للآجري (٤/ ٢١١٠)، والأمالي الخميسية للشجري (١/ ١٣٥)، والأربعين لابن عساكر [٣٨/ أ]، ودرء تعارض العقل والنقل لشيخ الإسلام ابن تيمية (٧/ ٩٣)، وترتيب الموضوعات للذهبي [٣٢/ أ] وقوله المتقدم منه، والفتح لابن حجر (٧/ ٨٩) وقوله المتقدم منه.
والأحاديث المتقدمة في فضائل علي - رضي الله عنه على اختلاف أنواعها، وأصنافها جاءت عن عدد كبير من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ومنهم: أبو بكر الصديق، وطلحة بن عبيد الله، وسعد بن أبي وقاص، وعبد الرحمن بن عوف، وعبد الله بن عمر، وابن عباس - رضي الله عنهم جميعًا -، وهم من أجلة الصحابة، ونقلة الشريعة، وبعضهم أفضل من علي - رضي الله عنهم جميعًا - بالأدلة المستفيضة المتكاثرة. من الذين يطعن فيهم أهل الزيغ والفساد، ودعاة الزندقة والإلحاد، ويرمون عامتهم بالكفر، وظلم علي، وأنهم كانت في صدورهم أحقاد وضغائن عليه، وكانوا يغمطونه حقه، وينكرون فضله ... فأين هم من الثابت من هذه الأحاديث في فضائل علي - رضي الله عنه -، ونقلتها من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الذين زعموا فيهم ما الله مطلع ومحاسبهم عليه؟ بله أين منها من يبغض عليًا، ويعتقد فسقه، أو كفره؟ قاتل الله الجهل والمكابرة، والاستقاء من المشارب الفاسدة، وإكراه الفطر والعقول بحملها على التدين بمقالات الزنادقة، وكل من أعرض عن دين الله كتابًا وسنة، وتعمد معاداة خيار هذه الأمة، وسعى في الأرض فسادًا بعد إصلاحها ... وإن ربك لبالمرصاد، وإليه تصير الأمور.

<<  <  ج: ص:  >  >>