١٢٦٨ - [٢] عن أسيد بن حضير - رضى الله عنه - بينما هو ليلة يقرأ في مربده، إذ جالت (١) فرسه. فقرأ، ثم جالت أخرى، فقرأ، ثم جالت - أيضًا -. قال فخشيت أن تطأ يحيى، فقمت إليها، فإذا مثل الظلة فوق رأسي، فيها أمثال السرج، عرجت في الجو، حتى ما أراها.
قال: فغدوت على رسول الله - صلّى الله عليه وسلم -، فقلت: يا رسول الله، بينما أنا البارحة من جوف الليل أقرأ في مربدي، إذ جالت فرسي. فقال رسول الله - صلّى الله عليه وسلم -: (اقرَأْ، ابنَ حُضَير). قال: فقرأت، ثم جالت - أيضًا -. فقال رسول الله - صَلّى الله عليه وسلم -: (اقرَأْ، ابنَ حُضَير). قال: فقرأت، ثم جالت - أيضًا -.
فقال رسول الله - صلّى الله عليه وسلم -: (اقرَأْ، ابنَ حُضَير). قال: فانصرفت - وكان يحيى قريبًا منها؛ خشيت أن تطأه -، فرأيت مثل الظلة، فيها أمثال السرج، عرجت في الجو، حتى ما أراها. فقال رسول الله - صلّى الله عليه وسلم -: (تلكَ الملائكةُ كانتْ تستمعُ لكَ، ولَو قرأتَ لأَصْبَحَتْ يرَاهَا النَّاس، مَا تستَتِرُ مِنْهُم).
هذا الحديث رواه عن أسيد بن حضير: أبو سعيد الخدري، وزيد بن أسلم، وزر بن حبيش، وعبد الرحمن بن أبي ليلى، ومحمد بن إبراهيم بن الحارث، وغيرهم.
(١) يعني: دارت. عن مجلد الدين بن الأثير في النهاية (باب: الجيم مع الواو) ١/ ٣١٧.